أسرار خوف أمريكا من الدخول في حرب ضد كوريا الشمالية
جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأسيوية الأطول بين رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، منذ ربع قرن، لم تأت من فراغ، فالدخول فى حرب مع خصم قوى يمتلك صواريخ باليستية وقنابل نووية وهيدروجينة بصنع محلى، ليست كحرب مع خصم لا يمتلك السلاح كالعراق مثلا.
الحشد المقدس
توجه ترامب منذ السبت الماضى، فى جولة أسيوية تستمر 12 يوما يزور خلالها خمس دول آسيوية هي اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وفيتنام والفلبين، لبحث ملف كوريا الشمالية وكيفية الرد على تهديداتها النووية.
وجاءت تصريحات "اليابان" قوية ورادعة تجاه بيونج يانج، خلال زيارة "ترامب"، فقد توعد رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، الاثنين، كوريا الشمالية بإسقاط صواريخها إذا اقتضى الأمر، مشيرا إلى أن دعم بلاده لسياسة الرئيس الأميركي، التي تقضي بإبقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة في مواجهة الاستفزازات.
التهديدات الأمريكية
لم يكل ترامب من إعلان موقفه المعادي لكوريا الشمالية، بل هدد رسميا بـ"إبادة" بيونج يانج خلال اجتماع الأعمال الـ72 للأمم المتحدة بنيويورك، وكذا وصف رئيسها بـ"المجنون".
وعقب كل تجربة صواريخ باليستية أو قنبلة نووية، يخرج ترامب بتهديد جديد أبرزها توعده بيونج يانج برد من "النار والغضب"، لتخرج الأخيرة بإعلان استهدافها جزيرة غوام الأمريكية، التى تعتبر معسكرا كبيرا لمنشآت عسكرية استراتيجية تم صواريخ باليستية.
الترسانة العسكرية.."أمريكا VS كوريا الشمالية"
لا يوجد وجه مقارنة بين الترسانة العسكرية الأمريكية والكورية الشمالية، فالأولى أقوى وأحدث، وفي الوقت الذي تخوض بيونج يانج تجاربها، تمتلك أمريكا التكنولوجيا ومئات الصواريخ الباليستية والقنابل النوووية، ليبقى السؤال المفتوح، لماذا لم تقدم الولايات المتحدة الأمريكية لضرب بيونج يانج حتى الآن؟.
البينتاجون يكشف الخوف الأمريكي
أفاد البينتاجون "وزارة الدفاع الأمريكية"، في رسالة وجهها للقادة والسياسيين الأمريكيين، أن تحديد مواقع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية وتأمينها، أمران يقتضيان اجتياح البلد الشيوعي بقوات برية، وأن فى حال حدوث النزاع فقد تقدم على استخدام أسلحة بيولوجية وكيميائية، فبرنامج التسلح الكيماوي في كوريا الشمالية قادر على أن يصنع غازات للأعصاب وأخرى منفطة تولد البثور فضلا عن غازات الدم.
"قرار بشن هجوم أو اجتياح لـكوريا الشمالية ستكون له تبعات على القوات الأميركية ودافعي الضرائب الأميركيين، كما ستكون ثمة انعكاسات أيضا على المنطقة، على مدى عقود"، هذا ما أكده، مايكل ديمونت، الأدميرال في البحرية الأميركية، فى رسالة كتبها للبينتاجون.
كما كتب العضوان الديمقراطيان في الكونجرس تيد ليو وروبن جاليجو، في رسالة سابقة إلى الكونجرس، إنهما لم يتلقيا تحليلات بشأن الحصيلة المفترضة للضحايا العسكريين والمدنيين للولايات المتحدة وحلفائها، في حال حصلت المواجهة مع الولايات المتحدة.
ورأى البنتاجون أن تقدير الخسائر المحتملة ليس أمرا سهلا، إذ أنه يعتمد بالأساس على طبيعة هجوم كوريا الشمالية، فضلا عن كثافته والمدة التي سيحتاجها الآلاف حتى يصلوا إلى ملاجئهم في كوريا الجنوبية.
ووفق ما نقلت صحيفة "إندبندنت"، فى تقرير سابق لها، فإن حجم الخسائر تجاه القوات الأميركية والكورية الجنوبية يعتمد على مدفعية كوريا الشمالية، وما ستطلقه من قذائف وصواريخ باليستية، كما أكد الأدميرال ديمونت، دعم الجيش الأميركي للاستراتيجية الأميركية التي يقودها في الوقت الحالي، وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتركز على زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على كوريا الشمالية لثنيها عن تطوير الأسلحة النووية.
"كوريا الشمالية قادرة على إطلاق أسلحة نووية على أمريكا"، هذا ما أكده الجنرال قائد برنامج الدفاع الفضائي لأمريكا الشمالية، بيل جورتني، في مؤتمر صحفي بالبنتاجون، لكنه أكد أيضاً أنه واثق في قدرة منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية على إسقاط أي صواريخ قادمة من بيونج يانج.
يأتى ذلك فى ظل النتجية الحتمية التى سيتعرض لها سكان سيول بكوريا الجنوبية، فيمتلك كيم جونج أضخم قوة مدفعية في العالم، بحوالي 10 آلاف رأس موجه مباشرة نحو سول، الذى سيسقط مئات الآلاف من القتلى فى ساعات قليلة منذ بدء الحرب، والأمر نفسه عبر الطائرات والصواريخ التى ستضرب اليابان، لذا فدخول الولايات المتحدة الأمريكية حربا مع عدوتها كوريا الشمالية، يستدعى حماية كل من اليابان وكوريا الجنوبية اللتان سيدفعا ضريبة تهور "ترامب وبيونج يانج".
اقرأ أيضا:
تفاعلي| المجنون والكلب.. حرب الشتائم بين ترامب وكيم جونج
"آبي": اليابان ستسقط أي صواريخ لـ كوريا الشمالية إذا لزم الأمر