عمان تحتفل بعيدها الوطني الـ 47... ذكرى الميثاق وتطلعات التنمية
تحتفل سلطنة عمان، في 18 نوفمبر الجاري، بعيدها الوطني الـ 47، ويأتي ذلك وسط سياسة محايدة تجاه قضايا وأزمات المنطقة سار على دربها العمانيون منذ توليّ السلطان قابوس بن سعيد، مقاليد الحكم في هذا البلد الخليجي الفاعل والمؤثّر رغم الهدوء الذي تتسم به سياساته الخارجية والداخلية.
موقع استراتيجي
لعبت عمان دوراً هامًا على مدار تاريخها، نظراً لموقعها الاســتراتيجي فــي ظل الأطمــاع والـنـزاعات الإقليمية فـي المنطقة، حـيـث تـطــل أراضيها علـى بحر العرب وبحر عمان والخليج العربي، كمــا أنها تتحكـم بمضيق هرمز، الـذي يعتبر مـن أكـثـر المرافـق الـحيويـة أهميـة فـي المنطقة؛ حيث يـربـط خـليـج عمان بالخيلج العربي وهـو بوابـة دخـول جميع الســفن القـادمـة من الـمـحـيـط الـهـنـدي وبحر العرب.
كما أن البابليون والأشوريون استوطنوا عمان لرغبتهم في السيطرة على خط التجارة الذي يربط آسيا بشواطئ البحر المتوسط.
الميثاق
في 18 نوفمبر من كل عام، يتوقّف الشعب العماني، بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، لمراجعة بنود الميثاق الذي تعاهدوا عليه، يوم 23 يوليو 1970، عندما أعلن قابوس انطلاق مسيرة النهضة العمانية، وبدأ مرحلة جديدة في بناء سلطنة عمان الحديثة، وذلك ضمن توازن دقيق بين المُحافظة على الجيد من الموروث، الذي يعتز به العمانيون، ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مُستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية.
وعلى مدى سنوات، شهدت عمان اصلاحات جذرية جاءت من خلال علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم والمحكوم، ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بأنّ الإنسان العماني هو هدف التنمية وغايتها، وهو في الوقت ذاته أداتها وصانعها.
شروط التنمية
من بين الشروط اللازمة لنجاح التنمية في دولة ما، أن تكون هذه الدولة "أرضا واحدة وشعبا واحدا، وحكومة مركزيّة"، لذلك، ومن هذا المنطلق حرص السلطان قابوس، أن يكُون أوّل حجر في بناء الدولة العمانية الحديثة هو تغيير الاسم من سلطنة مسقط وعمان إلى سلطنة عمان.
وهذه الخطوة مهّدت لمسار تحقيق السلم الاجتماعي ووضع حدّ لمخاطر الانقسام في صفوف العمانيين عبر جمعهم حول مصدر اهتمام واحد ومشترك، وهو سلطنة عمان وطن كل العمانيين. وعلى إثر ذلك، تحوّل إلى الشرط الثالث وهو الحكومة المركزية، فتم تطوير الجهاز الإداري للدولة، ليستوعب أهداف النهوض بواسطة تنمية شاملة من ناحية وتحويله إلى أداة من أدوات الدمج والتماسك على المستوى المحلي والوطني، وذلك بضمّه إلى مختلف العمانيين.
الخطط الخمسية
تنتهج السلطنة مبدأ الخطط الخمسية التنموية منذ الخطة الخمسية الأولى "1976-1980" بهدف تحقيق التنمية المتوازنة في مختلف المحافظات، ووفق خطط مدروسة وواضحة وقابلة للتنفيذ، وتُعتبر الالتزامات المالية للخطة الخمسية الثامنة (2011 – 2015) الأكبر في تاريخ السلطنة.
وقد ارتفعت مع بداية عام 2014 إلى حوالي 59 مليار ريال عماني مقارنة بالاعتمادات الأصلية البالغة 43 مليار ريال عماني بزيادة تقدر نسبتها بـ37 بالمئة، وذلك نتيجة الإضافات المالية التي تمت على معظم بنود الإنفاق خلال السنوات الثلاث الأولى من الخطة.
وتتسم الخطة الخمسية الثامنة بقرب استكمال مشروعات الخدمات الأساسية من موانئ ومطارات وطرق رئيسية، إضافة إلى التوسع في الخدمات في المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية، وتأتي في إطار سعيها تحقيق رؤية "عمان 2040".
اقرأ أيضًا
لوموند: سلطنة عمان قبلة السياحة الأولى في الخليج
جبال ومغامرات.. سلطنة عمان وجهة السياحة الأولى في الخليج