التوقيت الأحد، 24 نوفمبر 2024
التوقيت 12:38 ص , بتوقيت القاهرة

بين العلمانيين والمتدينين.. معركة "التجنيد" تهدد إسرائيل بـ"الانقسام"

كتبت- ريهام التهامي


عرف عن إسرائيل أنها في حالة انقسام بين اليهود السفرديين والأشكيناز، ولكن الآن يتصاعد خلاف يهودي - يهودي آخر، هذه المرة بين العلمانيين والمتدينين، ظهر جليًا في استطلاع رأي أوضح أن الجانب العلماني يتوقع حربًا أهلية داخل إسرائيل.


حرب أهلية


كان استطلاع الرأي نشرته صحيفة "يدعوت أحرونوت" ويظهر فيه أن 51% من اليهود العلمانيين أن حربًا أهلية ستنشب في بإسرائيل، وأيد رأيهم 25% من اليهود المتدينين، ويرى 45% من المستطلعين أن الصراعات الداخلية تشكل خطرا على المجتمع الإسرائيلي أكثر من الصراعات الخارجية.


اليهود المتشددين


انقسام ديني


ويظهر الخلاف العلماني والديني في المجتمع الإسرائيلي، في عديد من القضايا أبرزها خلاف طائفة الحريديم المتشددة والجيش الإسرائيلي، حيث يعتبر الطرف الأول الخدمة في الجيش غير جائزة في الشريعة اليهودية، لأن الأولوية لديهم تذهب لتعليم التوراة.


ومنذ تأسيس الدولة الإسرائيلية يبقى معظم الحريديم في المدارس الدينية حتى سن الأربعين، وهم لا يشاركون في القوى العاملة في المجتمع الإسرائيلي، وبحسب معتقداتهم، فإن المشاركة في مختلف النشاطات البعيدة عن الدين يعد خطيئة.


ولكن الآن بدأت الحكومة الإسرائيلية في فرض الخدمة العسكرية على الحريديم ليشتعل الموقف بين الطرفين، حيث ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على 120 من المتظاهرين الحريديم، في الشهر الماضي، لاعتراضهم على أداء الخدمة العسكرية، ورفضهم التوجه لمواقع التجنيد بحسب موقع "عرب 48".


ويشكل الحريديم  10% من الإسرائيليين، وهم معروفون بالتشدد الديني، ولهم ملابس تخصهم وتميزهم عن مختلف الطوائف اليهودية.


سحل اليهود الرافضين للتجنيد


الكراهية تتصاعد


صدر كتاب من جامعة حيفا يتضمن بحثا للمختص الديموغرافي "أرنون سوفير" الذي تحدث عن وضع إسرائيل الديموغرافي حتى عام 2030، ليوضح أن الكراهية لعرب 48 تتزايد، كما أن نسبة الأصوليين والمتدينين سوف ترتفع إلى 50%، ووفقا لاستطلاع آخر للرأي أجراه معهد "داحاف" الإسرائيلي، ترتفع نسبة التطرف بين الشبان اليهود، ولاسيما حيال العرب، كما يؤمن 23% منهم بالانقسام الحاصل بين المتدينين والعلمانيين.


فيما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن مواقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو تساهم في مزيد من الكراهية بالانحياز لصف المتشديين ضد العرب وضد العلمانيين اليهود.


من جهة أخرى تراجعت نسبة الانتماء للتيار اليساري بنسبة 12%، ما يعد تحولا سياسيا خطيرا، حيث يتجه العديد نحو اليمين الذي يحصل منذ عام 2010، على أغلبية مقاعد الكنيست.


ورغم أن الهدف المعلن من قيام دولة إسرائيل هو تحقيق وحدة ليهود العالم، فإن هذا الهدف يبدو بعيدا بعدما نشبت الخلافات سريعا بين الأصوليين والعلمانيين، وهو ما يخيف الحكومة الإسرائيلية ويؤرقها.


اقرأ أيضًا


استطلاع: "الليكود" الأقوى في إسرائيل مع تدني شعبية الأحزاب الدينية


صور| الشرطة الإسرائيلية تسحل متظاهرين خلال احتجاجات ضد التجنيد الإجباري