الإعلام الغربي: إسبانيا تسعى لطي صفحة الماضى بفرض الوصاية على كتالونيا
علقت صحيفتا "واشنطن بوست" الأمريكية و"فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأحد، على أحدث المستجدات فى أزمة إقليم كتالونيا الذى أعلن برلمانه أمس الأول انفصاله عن إسبانيا، وتساءلتا عن هوية الجهة التى أصبحت تدير الإقليم المضطرب.
وأشارت الصحيفتان إلى إعلان مدريد أمس سيطرتها الكاملة على كتالونيا وإقالة رئيسها وحكومتها وقادة - الشرطة المحلية ثم تحويل جميع السلطات هناك إلى الحكومة المركزية.. واعتبرتا أن إسبانيا تسعى بذلك إلى طى صفحة الماضى وحسم أزمة الإقليم المضطرب.
ورفض هذا الأمر رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون داعيا أنصاره إلى "الاعتراض بشكل ديمقراطى على تطبيق المادة 155 من الدستور الإسبانى التى تضع المنطقة تحت وصاية مدريد.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست – فى تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- انه رغم اعتبار البعض لبيان بوتشيمون المقتضب فى هذا الشأن بأنه نوع من انواع المقاومة والتحدي- فإن الكثيرين من مؤيدى انفصال كتالونيا عبروا عن احباطهم ورغبتهم فى معرفة معناه.
وأبرزت الصحيفة أن "برشلونة، عاصمة الجمهورية المنفصلة حديثا، بدت يوم أمس هادئة إلى حد الملل، وذلك بعدما اخذ السكان نفسا عميقا وقرروا انتظار ورؤية ما سيحدث خلال الأيام القادمة.
كما أشارت الصحيفة الى أنه بموجب قرار مدريد، فإن أكثر من 140 كتالونيا أصبحوا بلا مراكز قوة حاليا فضلا عن حل البرلمان واعلان اجراء انتخابات جديدة فى 21 ديسمبر القادم.
واختتمت الصحيفة الأمريكية قائلة أنه حتى من بين أولئك الذين امتلأت قلوبهم فخرا وفرحة عند سماع بيان الانفصال، كانت قلوبهم تستشعر أن كتالونيا لم تصبح بعد ممهدة لأن تكون دولة منفصلة وأنها لا تزال بعيدة عن هذا الأمر...فيما أعرب العديد عن قلقه مما قد يحمله المستقبل لهذا الإقليم المضرب فى شمال إسبانيا.
ومن جانبها رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن قرار مدريد الاخير انما يهدف إلى طى صفحة أسوأ أزمة سياسية عاشتها إسبانيا منذ 40 عاما.
وقالت الصحيفة –فى تعليق لها بثته على موقعها الالكتروني- إنه من منطلق الدعوة إلى إجراء انتخابات فى غضون شهرين، فإن رئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى يريد أن يؤكد أن مدريد لن تفرض الحكم المباشر على المنطقة طويلا.
وحذرت الصحيفة من أن قرار مدريد يُخاطر بإشعال مواجهة خطيرة مع كتالونيا، كما أن هناك مخاطر من أن يسعى الانفصاليون فى كتالونيا إلى مقاومة هذا القرار، فضلا عن أن بوتشيمون وأفراد حكومته ربما يرفضون مغادرة مكاتبهم بحجة أنهم اصبحوا فى حماية دولة مستقلة.
وأضافت الصحيفة أنه بجانب تصويت بريكست وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى، فإن انفصال كتالونيا تسبب فى موجة اضطرابات اخرى غير مرحب بها داخل الاتحاد الأوروبى لاسيما مع معاناة التكتل خلال الفترة الأخيرة من موجة اضطرابات شعبية غير مسبوقة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، تكراره لموقف الاتحاد الأوروبى – والمجتمع الدولى بشكل عام- بشأن عدم الاعتراف بكتالونيا المستقلة، لكنه أيضا حث مدريد على ضبط النفس أثناء مساعيها لفرض الحكم المباشر والوصاية على الإقليم.