"واشنطن بوست": أزمة النيجر تعكس الغموض المصاحب للحروب الأمريكية بإفريقيا
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظل طيلة أيام في دائرة الجدل بشأن رد فعله إزاء مقتل أربعة من جنود القوات الخاصة الأمريكية في النيجر، إثر كمين نصبه مقاتلو تنظيم "داعش" الإرهابي في الرابع من الشهر الجاري.
وقالت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - إن ترامب تعرض لانتقادات بسبب صمته لمدة أسبوعين على الحادث- لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار عادته الدائمة في تسليط الضوء على خيانة مقاتلي داعش كلما سنحت الفرصة لذلك- وكذلك بسبب خلافه العلني "غير اللائق" مع مايشا جونسون، وهي أرملة الجندي ديفيد جونسون المقتول في كمين النيجر.
وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل وملابسات الكمين لازالت مجهولة، وكذلك تفاصيل الجدول الزمني للاستجابة الأمريكية والفرنسية والنيجيرية المشتركة لما حدث، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة جنود نيجيريين كانوا يرافقون القوات الأمريكية في مهمتهم الاستطلاعية إلى قرية تونجو تونجو بالقرب من الحدود مع مالي.
وأضافت الصحيفة: "أنه بغض النظر عما حدث، فإن مأساة جونسون ورفاقه ألقت الضوء على قضية أوسع تتمحور حول مهام القوات الأمريكية المنتشرة في النيجر ودول أخرى في أفريقيا".
ونقلت الصحيفة عن الجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي، قوله:" إن تقييم وزارة الدفاع يتلخص في أن المهاجمين ربما كانوا ينتمون إلى ميليشيات محلية تابعة لتنظيم داعش" واصفا منطقة الساحل – وهي منطقة قاحلة تضم الدول الفقيرة في أفريقيا مثل النيجر ومالي – بمسرح استراتيجي يمكن للمسلحين أن يستغلوه لإعادة تجميع صفوفهم من جديد بعد ما تكبدوه من خسائر في الشرق الأوسط.
ولم يعلق دنفورد على التكهنات الخاصة بأن واشنطن قد تخفف القيود المفروضة على قدرة الجيش الأمريكي على استخدام القوة المميتة في النيجر، على غرار ما حدث في مناطق أخرى، مثل اليمن وسوريا والصومال.
وفي هذا، أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تنشر 6 آلاف جندي على الأقل في عشرات الدول الأفريقية على شكل مجموعات متنوعة من البعثات، ولكن الوحدة الأكبر منها تقدر بحوالي 900 جندي وتتواجد في النيجر؛ حيث تعمل القوات الأمريكية لأكثر من نصف عقد لدعم القوات الفرنسية التي تمركزت في المنطقة في أعقاب تدخل باريس عام 2013 ضد تنامي أعمال التمرد في مالي.
مع ذلك، تابعت الصحيفة تقول: "إن التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة لم ينجح في صد تهديد التطرف في هذا الجزء من العالم، والذي يعاني من الفقر وسوء الحكم وتاريخ طويل من الصراعات الداخلية".
وأخيرا، أوضحت "واشنطن بوست" أن شكل التمرد في منطقة الساحل يتخذ في الواقع أبعادا معقدة، مع تحويل الفصائل بشكل روتيني ولاءاتها وتكتيكاتها لتتناسب مع احتياجاتها على الأرض. كما تسبب انهيار نظام العقيد الراحل معمر القذافي في ليبيا عام 2011 في انتشار الأسلحة والجماعات المسلحة على طول الحدود الجنوبية، مما غذى منافسات ومظالم عرقية طويلة الأمد في مالي والنيجر وأماكن أخرى.
اقرأ أيضًا