بعد حادث الواحات الإرهابي.. كيف تواجه مصر "التطرف"؟
حالة من الصدمة والحزن سيطرت على الشارع المصري، عقب وقوع العشرات من القتلى والمصابين من قوات الأمن أثناء مداهمتهم بؤر إرهابية بالواحات، ومع إعلان التفاصيل الأولى للحادث بدأت تساؤلات الشارع تنهال حول الواقعة.
المفاجأة الأكبر حينما عرض الإعلامي أحمد موسي، عبر برنامجه "على مسئوليتي"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، تسجيلا مسربا قيل إنه لأحد الأطباء المشرفين على استقبال جثث الشهداء وعلاج المصابين، وتناول الفيديو العديد من المفاجآت الصادمة للمشاهدين وللرأي العام أيضًا، ما دفع لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أمس الأحد، برئاسة جمال شوقي، بعقد اجتماع طارئ لبحث المحتوى الإعلامي الخاص بتغطية حادث الواحات وما شابه من تجاوزات، لكن ما أثار تساؤل البعض أن "موسى" لم يتأكد من حقيقة التسريب المذاع، خاصة مع فتح الاتصالات الهاتفية وسأله شخص عبر الهاتف إذا كانت التسريبات مفبركة وكان رد الأول: "جايز"، ما وضع العديد من علامات التعجب!!.
التطرف والإرهاب لم يقتصر فقط على حادثة الواحات، ففي احصائية أعدتها وكالة "سي إن إن" الإخبارية أوضحت أن عدد العمليات الإرهابية التي شهدها مصر عام 2016 بلغت نحو 199 عملية ويلاحظ أن العمليات الإرهابية قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الربع الأخير من عام 2016 (أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر) بواقع 104 عمليات إرهابية حيث شهد شهر أكتوبر 2016 وقوع (53 عملية) وهو الشهر الأعلى في عدد العمليات خلال عام 2016.
وبعد التوصل إلى هذه المعلومات يفتح "دوت مصر" نقاشًا مع عددٍ من خبراء الشأن، للتعرف على الطرق الصحيحة لمواجهة التطرف والإرهاب.
تأهيل الطفل دينيًا
تأهيل الطفل دينيًا منذ الصغر، مقترح بدأ به الدكتور محمد هارون، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، حديثه معنا، مشيرًا إلى أن تأهيل الطفل دينيًا منذ صغره يمنع تكرار هذه المشاهد الكارثية، علاوة على لعب الجماعات المتطرفة على الأعمار السنية الصغيرة لكى تتمكن من عمل "غسيل مخ" لهم ومن ثم تنفيذ كافة الأوامر مهما كانت بشاعتها.
وأضاف "هارون" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": أدى غياب مراكز تحفيظ القرآن، وعقد الندوات الدينية التي كانت تشرف عليها وزارة الأوقاف في القدم إلى تسهيل مهمة الجماعات الإرهابية، ناصحًا بعودة هذه المراكز لتأدية دورها القديم ومن ثم تضيق الخناق على الجماعات المتطرفة في استقطاب الشباب والأعمار الأصغر.
الابتعاد عن الضرب
أما عن الجانب المجتمعي، يرجح الدكتور محمد رؤوف، خبير السلوك، أن تتبع الأسر وسائل جديدة في تربية ونشأة الطفل تتمثل في مصاحبة الأبناء، وعلى الأباء والأمهات الابتعاد عن العقاب بالضرب المستمر، لأنه يخلق روح عدائية داخل الطفل تنمو وتكبر بمرور الوقت ثم تظهر أثارها السلبية على المجتمع.
وتابع "رؤوف": "يؤثر الضرب بشكل لا يدركه الأباء والأمهات على مستقبل أطفالهم، وهناك من تسبب الضرب في انضمامه بعد كبره لجماعات متطرفة".
واستطرد: "على الأسرة أيضًا أن تشدد الرقابة على الأبناء خاصة في سن المراقهة، لأن إفساد عقول الشباب يبدأ من خلال أصدقائه، والجماعات المتطرفة تبدأ تجنيد الشباب في المراحل الأولى عن طريق المقربين منهم".
اقرأ أيضًا..