مفتي الأردن: بعض الفتاوى تنشر ثقافة متطرفة ومتشددة بين المسلمين
كتبت- هناء قطب
قال الدكتور محمد الخلايلة، مفتى الأردن، إن بعض الفتاوى اليوم تنشر ثقافة متطرفة ومتشددة بين المسلمين، وعلينا أن نحصن مجتمعاتنا من الذين يصدرون تلك الفتاوى، وعلى الرغم من وجود النبى بين الصحابة رضى الله عنهم إلا أن الاجتهاد كان يرد من بعض الصحابة رضى الله عنهم فى بعض المواضع التى لم يكن النبى حاضرًا فيها فيؤدى هذا الاجتهاد إلى إصدار فتاوى وأحكام لا تتناسب مع طبيعة الحادثة.
وتابع فى كلمته بالجلسة الثانية بعنوان فتاوى الجماعات المتطرفة ومواجهة الفوضى والتخريب، باليوم الثانى لمؤتمر دور وهيئات الإفتاء فى العالم "إن علماء الصحابة كانوا معدودين فتصدر الفتوى مع عدم توافر أدوات الاجتهاد الكافية أو عدم النظر فى المآلات، ومثاله ما ورد عن جابر قال: "خرجنا فى سفر فأصاب رجلًا منا حجرٌ فَشَجَّهُ فى رأسه، ثم احتلم فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لى رخصة فى التيمم؟ فقالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات، فلما قدمنا على النبى أُخْبِرَ بذلك، فقال: قتلوه قتلهم الله! ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العى السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده".
وأضاف "كما وجد فى مجتمع الصحابة من يرى أن فى زيادة التشدد زيادة فى التدين وسبيلا لكسب الدرجات، ومثال ذلك ما ورد عن أنس بن مالك رضى الله عنه، يقول: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبى يسألون عن عبادة النبى، فلما أُخْبِرُوا كأنهم تَقَالُّوهَا، فقالوا: وأين نحن من النبى ؟ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإنى أصلى الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إنى لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكنى أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتى فليس مني".
اقرا ايضا..
مفتي اليونان: الفتاوى الشاذة خلقت جوا مشحونا بالمهاترات بين العلماء