سجون صنعت إرهابيين.. "الشريعة من أجل بلجيكا" و"فرسان العزة" أبرزها
تحولت السجون الأوروبية إلى حاضنة قوية للإرهاب، واستغل الإرهابيون وجودهم في تلك السجون التي قامت بتعذيب عدد كبير منهم، في تحويلها إلى قبلة لعقد لقاءاتهم واجتماعاتهم السرية، وهي تستغل الظرف النفسي الصعب الذي يواجهه السجين، ولم يقتصر هذا التوجه على جماعة بعينها، ولكنها امتدت إلى عدد كبير من التنظيمات الإرهابية التي استقطبت العناصر الخارجة من السجون لتشكل حاضنة لامتدادها، ولم يسلم من هذا الاستقطاب المسجونين على ذمة قضايا جنائية وليست إرهابية، لتجد التنظيمات المتطرفة مدخلا لاستقطابها يعتمد على تجنيدها من أجل التكفير عن ذنوبها.
"داعش" يستغل السجون للتجنيد
وهو ما أكدته دراسة صادرة عن المركز الدولى لدراسات التطرف والإرهاب والعنف السياسى، تشير إلى تحول سجون أوروبا إلى مفرخة للإرهاب، عبر اعتمادها على دراسة شخصيات جهاديين أوروبيين تم تجنيدهم منذ 2011، كانوا نتاج تواجدهم في تلك السجون، وهي الثغرة التى استغلتها "داعش"، فبدلا من توجهه إلى الجماعات والمؤسسات الدينية، تحول بشكل متزايد إلى "جيتوهات السجون".
وقام الباحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي بتحليل شخصيات 79 جهاديا أوروبيا لهم ماض إجرامي، من بلجيكا وبريطانيا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا، و57% ممن شملتهم الدراسة كانوا في السجون قبل أن يجنحوا إلى التطرف، فيما 27% على الأقل ممن أمضوا عقوبة في السجن، جنحوا نحو التطرف وهم خلف القضبان، وفى هذا التقرير نعرض لأبزر الجماعات الإرهابية التى استغلت السجون في عمليات التجنيد.
سجن جوانتاناموا مفرخة للإرهاب
ولم تسلم السجون التي اشتهرت بتعذيب السجناء من تجنيد عدد كبير من العناصر الإرهابية، وكان أشهرها سجن جوانتاناموا الذي تواجد به ما يقرب من 242 معتقلا سياسيا، استغلت عددا كبيرا من الجماعات الإرهابية تواجدهم فى السجن لتجنيدهم، أو استقطابهم فور خروجهم منه.
تجنيد الإرهابيين فى سجون إسبانيا
وهو نفس الأمر الذي هيمن على سجون إسبانيا، التى لم تسلم أيضًا من عمليات الاستقطاب التي قادتها التنظيمات الإرهابية باستغلال حالة الحنق التي سيطرت على السجناء، ووفقا لتقرير المحكمة الوطنية الإسبانية الصادر في أكتوبر 2016، فإن هناك ما يقرب من 226 سجيناً على الأقل لهم علاقة بالجماعات الإرهابية، كما أن هناك أكثر من 80 آخرين تحت المراقبة خشية تجنيدهم لحساب هذه الجماعات.
وتضم السجون الإسبانية ما يقرب من 7 آلاف سجين مسلم من مرتكبي مختلف الجرائم بينهم حوالي 250 من المتورطين في جرائم تتعلق بالإرهاب والتطرف الجهادي حتى مطلع عام 2017.
السلفية الجهادية تقود الإرهابيين بسجون ألمانيا
وفى ألمانيا تحولت السجون أيضا إلى وكر للإرهابيين، وعلى الرغم من وجود برامج لمكافحة التطرف داخل السجون، إلا أن ذلك لم يمنع من تحول السجون بها إلى حاضنة للإرهابيين، قادتها السلفية الجهادية التى باتت تشكل خطورة كبيرة فى المجتمع الألمانى، وهو ما أكده المراقب الأوروبي لمكافحة الإرهاب جيلي كيرخوفه بقوله : "نعلم أن السجون تشكل حاضنة كبيرة للإرهابيين"، حينها خرج تقرير يكشف عن أن الإرهابيين الذين هاجموا صحيفة شارلي ايبدو والمتجر اليهودي في باريس كانوا قد تطرفوا خلال فترة وجودهم في السجن
الشريعة من أجل بلجيكا
وفى بلجيكا نشطت عددا من التنظيمات الإرهابية التى استغلت سجون أوروبا لتجنيد عناصرها، وكان أبرزها تنظيم " شريعة من أجل بلجيكا"، والذى خرج معظم عناصره من السجون قبل تجنيدهم فيها، وتأسس فى مارس 2010 متأثراً في جماعات سلفية أوروبية قائمة مثل «الإسلام من أجل بريطانيا» التي كان يقودها المتشدد الإسلامي “أنجم شاودري”،الذى أكد في تصريحاتهِ التأسيسية يقول تنظيم الإسلام من أجل بريطانيا: “لقدّ تأسس هذا التنظيم على أيدي مسلمين صادقين من أجل نشر الإيديولوجية الإسلامية السامية داخل الأراضي البريطانية”.
وينتمي معظم مؤسسين الشريعة من أجل بلجيكا الأوائل للتنظيم إلى الجيل الثاني والثالث من المهاجرين المسلمين الذين تمّ تجنيد عدد كبير منهم في السجون ومن خلال حملات “دعوة الشارع”، الدعوة العلنية، التي كانت تقام بين فترة وأخرى،و اكتسب قائد التنظيم “فؤاد بلقاسم “الملقّب بأبي عمران شعبية كبيرة بين الشباب المسلم التائه في مدن بلجيكية كبيرة عدة مثل “أنتويرب وفيلفورد والعاصمة بروكسل”.
فرسان العزة بفرنسا
يعود أول نشاط لمجموعة “فرسان العزة” إلى عام 2010 حين قامت مجموعة منهم بالتظاهر في ساحة “لاموت” في مدينة لاموج الفرنسية، دعوا خلالها إلى مقاطعة سلسلة المطاعم الأمريكية “ماك دونالدز” لاتهامها بخدمة إسرائيل، ونشر موقع مجموعة “فرسان العزة” على الإنترنت والذي تم إغلاقه لاحقا كتابات من قبيل “إن جماعتنا في حاجة إلى طاقات بشرية للعمل في سبيل الله، نبحث عن كل الكفاءات وخاصة عن جنود،فإذا كنتم تحبون رياضة القتال وتشعرون بأنكم قادرون على التدخل بسرعة عند الحاجة، فإننا نرحب بكم”.
وأفاد تقرير للاستخبارات الفرنسية حصلت عليه صحيفة "لوفيغارو" بأن مجموعة "فرسان العزة" تربطها علاقات مع أشخاص وجهات إسلامية في الخارج متورطين في أعمال إرهابية، واستنادا إلى نفس التقرير فإن هذه المجموعة تعمل بأسلوب أشبه بالميليشيات الخاصة ومجموعات القتال، كما أنهم يوفرون لبعض العناصر النشيطة تدريبا مكثفا على تقنيات القتال وسيناريوهات احتجاز رهائن.
اقرا ايضا
الأزهر: التجنيد في السجون إحدى إستراتيجيات "داعش" لاستقطاب عناصر جديدة