التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 03:17 م , بتوقيت القاهرة

هل تعلم | بداية استخدام النقود..وأسباب ارتفاع سعر الدولار

العملات النقدية هي الكلمة السحرية لحل جميع المشاكل التي تواجه الفرد حاليا، ودائما ما نشكو من زيادة أسعار السلع المستهلكة التي نحتاجها يوميا، وأن تحرير سعر صرف الدولار هو السبب في ذلك،  ولكن هل تعلم الأسباب وراء استخدام العملات الورقية قديمًا كعملة تبادل بين الناس وتطبيقها على مستوى العالم، وكيف أصبح الدولار العملة الأقوى عالميًا.. إليكم التفاصيل.


عصر تبادل السلع


قديمًا كان تبادل السلع هي الطريقة الوحدية التي عرفها البشر وكان يتعامل بها من أجل سد الاحتياجات الشخصية، فكل من يرغب في سلعة يحتاجها، عليه أولا أن يقدم عرضًا بسلعة أخرى قد يحتاجها الشخص الآخر لتبادلها  معه، ولكن هذا النظام كان غير مريح وصعب التعامل لعدم تكافؤ السلع دائما وتكون غير عادلة، وهذا النظام غير مرن في التعامل دائما.


 


سوق تبادل السلع قديما


 


 


بداية التعامل بالذهب


 


بما أن الذهب صاحب أكبر قيمة منذ بداية العصور بدأ في القرن العاشر استخدام الذهب كعملة تبادل السلع بالذهب ويقدر ذلك على حسب كل سلعة، وكان ذلك الحل مريح جدًا للجميع وظل التعامل به فترة.


 


العملات قديما


 


 


بداية ظهور البنوك واستخدام العملة الورقية بديلًا للذهب


 


ومع بداية استخدام الذهب كعملة تبادل أساسية كان من الصعب على التجار التنقل طول الوقت بالذهب والاحتفاظ به بأمان من اللصوص، ظهرت فكرة البنوك المصرفية، وكل من يرغب في حفظ أمواله يقوم بإيداعها في ذلك المصرف المشدد الحراصة في مقابل رسوم محددة يدفها للمصرف، وكان في مقابل العملات الذهبية يعطي المصرف ورقة كتابية بقيمة الذهب المودع بالخزينة المصرفية، وبذلك ارتبطت العملة النقدية بقيمة الذهب، فكل ما عليك الاحتفاظ بذلك السند الورقي لاستعادة مقدار الذهب الخاص بك في اي وقت.


 


هل تعلم من أصحاب فكرة المصارف؟


عندما كان اليهود في أوروبا ممنوعون من العمل في أي مهنة، فكانوا يعملون في مهنة الصرافة ومهنة الصرافة هي كالتالي:


عندما يقوم أحد التجار بالسفر للتجارة، فإنه يترك ماله خلفه، فيخاف عليه من الضياع، ومع الوقت أقنع اليهود الناس بإعطائهم النقود كأمانه حتى يعودون من السفر، وكانوا يغرونهم أكثر باقتراضه منهم بالفائده، وكان اليهود يكسبون من وراء ذلك ويقرضون الناس بفائده اكبر، وهكذا انتشرت مهنة الصرافة في أوروبا وأصبحت مهنة لليهود وكان الصرافون يقومون بتقديم إيصالات لأصحاب الأموال الذين كانوا يضعون ذهبهم وفضتهم عندهم، فمثلا من كان يضع عند اليهودي ألف جنيه من الذهب، كان الصراف يعطيه إيصالا بألف جنيه وهكذا، ومع انتشار المهنة، أصبح الصرافون يطبعون أوراقا نمطية ليسهل إعطاؤها كإيصالات  فكان هناك ورقة إيصال بعشرة وأخرى بمائة، وكان التاجر عندما يعود، يعطي الإيصالات للصراف فيعطيه ذهبه مرة أخرى.


 


بداية التعامل بالعملة الورقية


ومع انتشار المسألة بدأ الناس يتعاملون بالأوراق بدلا من الذهب.فكانوا يعطون الإيصالات لبعضهم البعض وفي النهاية يتم صرفها من الصراف، وهكذا ظهرت العملات الورقية، والتي ساعدت كثيرا في ذلك الوقت من سهولة التعامل بها.


 


العملات الذهبية


 


 


مفهوم الغطاء الذهبي



ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد وبدأ جشع اليهود، يجعلهم يطبعون إيصالين مقابل كل جنيه ذهب عندهم، وكان الناس لا يشعرون، فبدأ اليهود بطباعة ثلاثة إيصالات وأربعة وفي بعض الأحيان خمسة مقابل الجنيه الواحد، أي أن كمية الذهب الذي عند الصراف كان يغطي فقط 20% من الإيصالات الموزعة للتعامل، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى ذهبت الناس إلى المصارف لسحب نقودهم أي ذهبهم، ولكنهم فوجئوا بأن الذهب لا يكفي كل الإيصالات الموجودة، فصدر قانون في بريطانيا يلزم الناس بعدم المطالبة بذهبهم مرة أخرى وأن تكون الأوراق التي في يدهم ملزمة لهم.


وبذلك تمت أكبر عملية نصب واحتيال في التاريخ وتمت سرقة أموال الناس من قبل اليهود، وظهر مصطلح الغطاء الذهبي، وهو نسبة الذهب الذي يغطي الأوراق المتداولة، وظل الغطاء الذهبي يقل مع مرور الزمن حتى اختفى تماما أي أثر له في وقتنا الحاضر.


 


بداية ظهور الدولار


 


بعد أن كسبت أمريكا الحرب العالمية الثانية، حل الدولار محل الجنيه الاسترليني في غطاء الذهب، وأصدرت أمريكا دولارا يعادل قيمته ذهبا. وقامت جميع الدول بعد ذلك بإعطاء ذهبها كله إلى أمريكا وأخذ دولارات مكانها، ثم قامت حرب أكتوبر وقامت بعدها أمريكا بتعويم الدولار مما أنقص قيمته إلى العشر، وبذلك سرقت أمريكا الذهب العالمي كله في جيبها لمصلحة اليهود بالطبع( 1929 الازمة المالية -روزفلت- ).


وأصبحت العملات بعد ذلك لا تقاس بالذهب مما أفقدها أي قيمة ذاتية لها، وأقرب مثال على ذلك هو ما رأيناه في حالة الحرب فتصبح النقود لا تساوي شيئا.


 


الدولار


 


 


وأقرب مثال لذلك هو أن الجنيه المصري فقد 40% من قيمته بين يوم وليلة، وهو ما يطلق عليه نقصان القوة الشرائية للعملة، فمشكلة التضخم أصلا هي بسبب العملات الورقية التي لا قيمة ذاتية لها، أما إذا كان في جيوبنا ذهب، فستجد أن الأسعار ثابتة لأنها تقارن بقيمة ذاتية كامنة في المعدن نفسه.


ونفس الشيء حدث للدولار الآن فقد خسر 40% من قيمته أمام اليورو والعملات الأخرى. مما يجعل الأسعار ترتفع لأن القيمة الشرائية للعملة تنخفض والسبب في ذلك هو أنه لا يوجد قيمة ذاتية للعملة.


 


قيمة العملة الورقية والذهبية مع مرور الوقت


 


مع الوقت وإرتفاع الاسعار تكون هنا نقطة الفرق بين الذهب والعملة الورقية فمثلا اذا اقترضت منك 1000 جنيه من خمس سنوات، فإذا رددتها لك الآن 1000 جنيه فأكون قد ظلمتك، لأن الألف جنيه في الماضي كانت تشتري أشياء أكثر بكثير مما تشتريه الآن.


ولكي تعوض أنت خسارتك فستتضطر إلى طلب مبلغ أكبر، ولكن تخيل معي أنني اقترضت منك 100 جرام من الذهب منذ خمس سنوات، فسأعيدها لك 100 جرام من الذهب الآن، فلو حسبت قيمة الذهب منذ خمس سنوات، ستجد أن قيمته الآن تشتري نفس الأشياء التي كانت تشتريها قيمته منذ خمس سنوات، وبذلك تكون العملة الورقية فقدت قيمتها، بعكس الذهب الذي احتفظ بقيمتة علي مدار التاريخ.


 


كيف إحتل الدولار مكان الذهب


 


تبدا القصة من عام 1929 بعد انهيار وول ستريت و انطلاق شرارة الكساد عالمي والحرب العالمية الثانية، خلال تلك الحرب قامت الحكومة الامركية الموردة للاسلحة والذخائر الى جميع حلفائها برفض ان يدفع لها حلفائها بالعمله بل الدفع سيكون بالذهب, و بحلول عام 1945، اصبح 80 ? من الذهب في العالم مكدساً في خزائن الولايات المتحدة، ليصبح الدولار العملة الاحتياطيه العالمية التي لا جدال فيها بل وانها اصبحت تعامل في جميع أنحاء العالم كأنها اكثر امانا من الذهب، واصبحت الدول الاخرى تكدس احتياطياتها بالدولار أكثر من اي شي اخر حتى وصل المطاف الى ان تصل 66 ? من إجمالي الثروة في العالم بالدولار الأمريكى، مما جعل الولايات المتحدة تطبع جبال من الدولارات بدون غطاء من الذهب و تستورد كميات متزايدة من السلع الاساسية ، وتمول الكثير من الحروب في الخارج، و ذلك كله بالمجان، و لم يؤثر في وقته على معدل التضخم في الولايات المتحدة كون الانفاق مركز في الخارج.


 


الدولار والذهب


 


انهيار الدولار


 


في عام 1971 حاولت عدة بلدان في نفس الوقت بيع جزء صغير من دولار الى الولايات المتحدة مقابل الذهب، ولم تستطع الحكومة الامريكية السداد و حاولت الحكومة وقتها ترويج نظرية قطع الصلة بين الدولار والذهب، في إنكار لحقيقة ان فشل تغطية الذهب هو عمل من اعمال الإفلاس من قبل حكومة الولايات المتحدة الامريكية.


 


كيف استطاعت الولايات المتحدة ان تجعل الدولار يسيطر على الاقتصاد من خلال النفط ؟


 


البحث عن بديل والنفط هو الحل، وهنا كان على الولايات المتحدة الآن ان تجد طريقة لبقية العالم على الإعتقاد والإيمان في ورقة الدولار، وكان الحل في النفط، في Petrodollar. اذ استطاعت الولايات المتحدة بنفوذها ان تقنع منظمة البلدان المصدرة للنفط لبيع النفط مقابل الدولار فقط، وانقذ الدولار من الازمة، وكان للبلدان الاخرى الاستمرار لإبقاء الدولار لشراء النفط الذي تحتاجه، ولتتمكن الولايات المتحدة من شراء النفط فى جميع انحاء العالم مجانا مرة اخر.


وزاد تألق الدولار و سيطرته على الاقتصاد، اذ اصبح اكثر من اربعة اخماس جميع معاملات النقد الاجنبي ونصف جميع صادرات العالم مقومه بالدولار، وبالاضافة الى ذلك، كل قروض صندوق النقد الدولي مقومه بالدولار. 


 


النفط


 


 


هذا النظام يجعل من الدولار الأمريكي العملة الاحتياطية العالمية في تجارة النفط ويبقى الطلب على الدولار متزايدًا، وهذا ما يمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في طباعه الدولار مقابل لا شيء لتمويل زيادة الانفاق العسكري والانفاق الاستهلاكي على الواردات، ولا يوجد أي نظرية للحد من كمية الدولارات التى يمكن ان تكون مطبوعة، ما دامت الولايات المتحدة لا يوجد لها منافسون جادون و ما دام هنالك الدول الاخرى التي على الثقة في الدولار الامريكى.


وبذلك عاد الدولار وبقوة بعد الحرب العالمية الثانية الي اعلي قيمة له حتي هذا الوقت، كما اصبحت معظم تعامل الدول في الإستيراد والتصدير بالدولار نظرا لقيمتة الاقتصادية العالمية.


 


فيديو | كيف ظهرت النقود ولماذا أنشأت البنوك ؟ ومن يتحكم بها وكيف ؟


 



 


 


إقرأ أيضًا


 


هل تعلم | غرير العسل.. حيوان بحجم قط يصارع الأسود ولا يتأثر بسموم الأفاعي


هل تعلم | أسرار عن نصر 6 أكتوبر.. ورعب تكنولوجيا الحرب القادمة


هل تعلم | أخطر عقرب في العالم.. على شكل عملة معدنية


هل تعلم | السر وراء طلاء الطائرات باللون الأبيض


هل تعلم | طولها يعادل ارتفاع مبنى.. تعرف على أضخم أفعى في العالم


هل تعلم | أغرب مهر للزواج حول العالم


هل تعلم | ماليزيا الأولى والسعودية الـ 91.. تعرف على الدول التي تطبق الإسلام


هل تعلم | 9 أطعمة لا تنتهي صلاحيتها مدى الحياة


هل تعلم | دموع الإنسان تساهم في تسكين الألم .. اعرف التفاصيل


هل تعلم | قصة "البارون" وعبدة الشيطان