تقرير: قناة "الجزيرة" مشروع سياسي بشعارات زائفة
ربما لم يكن غريبا أن يرى غالبية المتابعين أن قناة الجزيرة هي بمثابة مشروع سياسي، يعمل تحت ستار الصحافة، هكذا وصف موقع "ميدل إيست فورم" القناة القطرية المثيرة للجدل، والتي تعد بمثابة الذراع الإعلامي لتنظيم الحمدين.
وأضاف الموقع أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني عندما أسس قناة الجزيرة سعى إلى استقطاب كبار الصحفيين والفنيين الذين سبق لهم العمل في عدد من الشبكات الإعلامية العالمية، لتصبح بمثابة انطلاقة جديدة في الإعلام العربي، على غرار إنطلاقة إذاعة "صوت العرب" المصرية، والتي أطلقها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
واستطرد الموقع في تقرير له أن حمد أراد أن يجعل من "الجزيرة" بوقا له للترويج له باعتباره زعيما عربيا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تبنت الجزيرة شعارات تدور حول مفاهيم إبراز الحقائق، ودعم حق الناس في المعرفة، بالإضافة إلى تعزيز قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
إلا أنه لم يكن من الصعب اكتشاف زيف مثل هذه الشعارات، خاصة وأنها ببساطة تتناقض تماما مع النهج الذي يتبناه أمير قطر في حكم الإمارة، والتي لا تؤمن بالتعددية السياسية وتحظر تأسيس الأحزاب السياسية، وبالتالي، يقول التقرير أن قطاع كبير من الباحثين أطلقوا انتقاداتهم حول كيف يمكن للإمارة أن تسعى لنشر ما تحظره في داخلها.
وأوضح التقرير أن قناة الجزيرة كانت بمثابة الذراع الذي يستخدمه النظام القطري لتناول القضايا الحساسة في الدول الأخرى، والتي لا يستطيع النظام نفسه أن يتناولها، تحت شعار حرية الإعلام، وهو الأمر الذي منحها شعبية في العالم العربي، خاصة وان القناة القطرية تناولت موضوعات لم تتناولها القنوات الأخرى في هذا الإطار.
ولكن يبقى معيار النزاهة الصحفية معدوما لدى القناة الإخبارية القطرية، وهو الأمر الذي دفع خمسة من قياداتها النسائية إلى الاستقالة في عام 2010، بسبب ما وصفوه بانتهاك استقلاليتهن التحريرية، كما أعربن عن رفضهن لتعليقات مسئولي القناة على ملابسهن، وهو الأمر الذي يمثل انتهاكا صارخا للحرية التي تتشدق بها القناة القطرية.
تقول الإعلامية اللبنانية لينا زهر الدين، والتي عملت مع القناة القطرية لسنوات، أن الجزيرة مشروع سياسي بامتياز، موضحة أن إدارة القناة عملت على عرقلة فريق التحرير من القيام بدوره أو اختيار موضوعاته.
إقرأ أيضا