التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:30 ص , بتوقيت القاهرة

يوم الكرامة| في ذكرى نصر أكتوبر.. الاستراتيجية المصرية في عيون "المارينز"

يقول المحلل كارل فون كلاوسفيتز، إن الحرب مجرد أداة للسياسة، ووسيلة تحقق بها الأمم أهدافها السياسية، وربما هذه العبارة أفضل ما يلخص الاستراتيجية المصرية في حرب أكتوبر 1973، فكيف نظر المحللين العسكريين للاستراتيجية المصرية.


والميجور مايكل سي جوردان، الذي كان من المحللين في قوات المارينز الأمريكية، إن حرب أكتوبر تعطي درسا قيما في استراتيجيات الحروب وفن التخطيط، وكان يرى أن هذا الدرس يمكن الاستفادة منه في التعامل مع السياسة الدولية في يومنا هذا.


ويضع جوردان دراسة لموقع "جلوبال سيكيورتي" يحلل فيها الاستراتيجية المصرية مقارنة بالاستراتيجية الإسرائيلية، فهو يقول إن إسرائيل التي حققت نصرا في 1967 كانت تشعر أنها حققت انتصارا كاملا ولا داعي لتطوير قدراتها العسكرية أو تطوير آلية تفكير مؤسستها العسكرية.. قائلا: "ما قبل أكتوبر 1973 هناك حالة من الثقة الإسرائيلية العالية وربما المغرورة كذلك بالنسبة لما يتعلق بالقوة العسكرية .. حيث انتشرت مقولة دمشق على بعد ساعة والقاهرة ربما على بعد ساعتين".


ولكن ما حدث هو أن مصر في مرحلة ما قبل 1973 عملت على دمج القدرات العسكرية والسياسية لتحقيق هدف وهو إستعادة أرض محتلة بعدما كانت أزمة الشرق الأوسط تراجعت أهميتها بالنسبة للرأي العام العالمي وكان هناك اتفاق بين القوى الكبرى على تجنب توترات المنطقة بشكل عام.. بمعنى أن أخر العالم أراد أن يبقى الوضع كما هو.


ويرى جوردان أن الاستراتيجية العربية التي طورتها مصر كانت تقوم على أساس الاستفادة القصوى من القدرات العسكرية المصرية والسورية وفي نفس الوقت تقليص القدرات الإسرائيلية لأقصى درجة وذلك من خلال هجمات عسكرية سريعة على طول خط القناة ومرتفعات الجولان قبل أن تتمكن إسرائيل من تجميع قواتها لشن هجوم مضاد وبالتالي يتم إجبار القوات الإسرائيلية على التخلي عن مساحات من الأرض بشكل يجعل المجتمع الدولي مضطرا للتدخل وإجبارها على مزيد من التراجع حتى يتم تحرير كامل الأرض المحتلة.


ولكن ماذا لو فشلت الخطة واستمرت الحرب ولم يكن هناك وقف إطلاق نار من قبل الأمم المتحدة؟


هنا كانت القوات المصرية والسورية مستعدة أيضا بحسب تقرير "جوردان" لحرب طويلة الأمد، كوسيلة لإنهاك إسرائيل على جبهتين، حتى مع كون هذا الاحتمال بعيد لأنه من الواضح أن الساعات الأولى من حرب أكتوبر كانت كافية لصنع صدمة مدوية لإسرائيل والمجتمع الدولي، وذلك لأن القيادة المصرية كانت تعرف إن الصدمة ستجعل إسرائيل هي من يطلب تدخل المجتمع الدولي لإنقاذها.


ويقول جوردان إن هذه الاستراتيجية كانت في الأساس خطة الرئيس المصري الراحل أنور السادات فهو كان صاحب اختيار توقيت الحرب، وذلك لأنه أراد استغلال الفترة التي ستقام فيها الانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكان السؤال هل يهاجم في 15 نوفمبر مستغلا فترة ما بعد الانتخابات الأمريكية وانعدام الاستقرار الإداري في أمريكا وإسرائيل التي تجري هي الأخرى انتخاباتها في 30 أكتوبر أم يضرب قبل الانتخابات ويستغل فوضى الأيام الأخيرة في الإدارة الأمريكية، وفي النهاية قرر استغلال فترة ما قبل الانتخابات وأيضا عيد كيبور اليهودي.


أما على الجانب الإسرائيلي، يرى جوردان إنه طوال 6 سنوات لم تكن القوات الإسرائيلية تفعل شيئا سوى تدريب جنودها على خوض حرب 67 مرة أخرى، ولذا لم يكن هناك مفاجآت من الجانب الإسرائيلي طوال الحرب.


اقرأ أيضا ..


السادات وهنري كيسنجر.. حرب أكتوبر بنكهة دبلوماسية