شهدت كلية الحقوق جامعة طنطا إعلان شاب عن رغبته في خطبة زميلته داخل الحرم الجامعي بمجمع سبرباي، أمس الأحد، حيث جمع أصدقاءهما، وزيّن الحديقة بالبالونات، وقام بحضنها أمام أصدقائهما، وحمل الأصدقاء لافتات كتب عليها "marry me" وسط تصفيق وتهليل الحاضرين.

وأشار الدكتور إبراهيم عبدالوهاب سالم، القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "على مسؤوليتى" مع أحمد موسى، مساء الأحد، إلى أن ما حدث بجامعة طنطا خروج عن الأعراف والتقاليد الجامعية ولا يقبله أحد، وسيتم محاسبة كل من شارك في هذا الحدث.

وقالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية وزميلة الكلية الملكية البريطانية، لـ "دوت مصر" إن ما حدث شديد الشبه بما يحدث في بعض الأفلام، وبالتالي رد فعلها جاء تكملةً للمشهد الذي أخرجه الشاب بعد اللافتات التي كُتب عليها "marry me".

وأوضحت استشاري الطب النفسي، أن هؤلاء الشباب متخبطون ما بين الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي لا تعكس الواقع، وبين دور الأهالي الغائب تحت مظلة "اكتساب لقمة العيش"، مما أنتج لنا فجوة في العلاقة بين الشباب وأهلهم.

وأكدت "حماد" ضرورة توجه الدولة للقوة الناعمة من خلال إنتاج أفلام ومسلسلات اجتماعية تُعلي من القيم والأخلاق، مثل "ضمير أبله حكمت" و "الشهد والدموع".

وأشارت "حماد" إلى ضرورة احتواء هؤلاء الشباب والحديث معهم عن مبادئنا وقيمنا وعن احترام الحرم الجامعي، بدلاً من اتخاذ الإجراءات التعسفية ضدهم.

من جانبه، قال الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم النفسي والتربوي بالمركز القومي للامتحانات، إن حجم الأفلام المتاحة أمام شبابنا جعل واقعة احتضان الطالب لزميلته داخل الحرم الجامعي ليست بالفعل الغريب، ولذلك نجد هذه الوقائع في ظل مجتمع متراخي لدعم القيم والأخلاقيات.

وأوضح أستاذ القياس والتقويم النفسي والتربوي لـ"دوت مصر" أنه قد يكون للمسلسلات التركية والهندية علي وجه التحديد دور في نشأة شباب متأثرا بثقافتهم، إلا أن ذلك ليس بالسبب الرئيسي للواقعة، والذي يراه متمثلاً في تواري القيم الدينية والأخلاقية لدى شبابنا.

بينما قال الدكتور جمال فرويز،أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن ما حدث خير دليل علي الانحدار الثقافي، والذي يشمل الانحدار في الأخلاقيات وفي العلاقات الاجتماعية وفي النواحي الدينية. 

وأوضح أستاذ الطب النفسي أن الثقافة تعني فهم الدين الصحيح والعلاقات بين الناس والأخلاقيات والسلوكيات السليمة وكيفية احترام الحرم الجامعي.

كما قال الدكتور محمد الشحات الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن واقعة احتضان أحد طلاب كلية الحقوق بجامعة طنطا لزميلته داخل الحرم الجامعي علنا، غير جائز شرعا وقانونا، واصفا إياه بـ"فعل فاضح علني".

وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، لـ"دوت مصر" أنه حتى وإن  كانت زوجته فلايصح ما فعلوه في الطريق العام أمام المارة، و يأتي ذلك وفقا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم لسيدنا جابر عند خطبته، قائلاً له: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما إلى أن يتاح لهما ذلك".

وأشار "الجندي" إلى أن الواقعة ناتجة عن أسباب أخلاقية، وهي تعبر عن التدني الأخلاقي الذي وصل إليه المجتمع المصري، معربا عن تعجبه الشديد من ترحيب الطلاب بمثل هذه الأفعال، معلقا:"فإذا بليتم فاستتروا".

وأكد "الجندي" ضرورة الحفاظ على النظام الاجتماعي، ولذلك من الضروري تضافر جهود كل من الأسرة والإعلام والجامعات.

وعبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، عن غضبه لتلك الواقعة، معلقا: "نجاسة ولا بد من إبعاد الأزهر عنها".

وأكد كريمة، لـ"دوت مصر"، أنه لايجوز للعلماء الخوض أو التعليق على تلك الوقائع "التافهة"-بحسب تعبيره- وأنه خارج اختصاصات علماء الدين.

اقرأ أيضا..

خبير تربوي: «حضن الحقوق» ناتج عن تواري القيم الدينية لدى شبابنا

طبيب نفسي: "حضن الحقوق" دليل على الانحدار الثقافي