بورتريكو بلا ماء ولا كهرباء.. كارثة إنسانية في أمريكا

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 08:42 م

كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 18 تغريدة يوم السبت، عن أزمة بورتريكو الإنسانية، لكن بحسب شبكة CNN فإن هذه التغريدات لم تحسن الموقف بل زادته سوءًا.

وذكرت الشبكة أن الرئيس الأمريكي في ظرف 11 ساعة كتب 18 تغريدة يهاجم فيها عمدة سان خوان، كارمن يولين كروز، التي تصفها الشبكة بالوجه الإنساني للأزمة ببورتريكو، ولكن لا يوجد في الغريدات أي إشارة لتدخل الإدارة الأمريكية لحل الموقف.

ما هي أزمة بورتريكو؟

شهدت الجزيرة الأمريكية دمارا غير مسبوق نتيجة إعصار ماريا الذي قالت عنه هيئة الأرصاد الأمريكية إنه إعصار من الدرجة الرابعة قطره 50 ميلا لم يقم بضرب سواحل الجزيرة وأطرافها بل ضرب مركزها نفسه.

إعصار ماريا

ما تسبب في دمار بالغ وإنقطاع الكهرباء وانهيار أبسط الخدمات مثل الحصول على مياه شرب نظيفة، وحتى الآن فإن الوفيات المسجلة من إعصار ماريا سببها ليس الإعصار نفسه بل عدم وجود فرق إغاثة تنقذ الناس.

كما أن عمدة سان خوان قالت إن الإدارة الأمريكية تتعامل بإنعدام كفاءة مع الموقف وأن الكهرباء ستظل مقطوعة في العديد من مناطق الجزيرة لعدة أشهر، ولذا يجد الناس صعوبة في الحصول على مياه الشرب من محطات التنقية.

محاولات العثور على الماء ببورتريكو

وتظهر في وسائل الإعلام طوابير المواطنين وهم يحاولون العثور على مياه نظيفة من مراكز الإغاثة الخاصة.

كذلك تطوع الجيش الأمريكي منفردا بتقديم بعض العون لبورتريكو، وحتى الملياردير إيلون ماسك عملاق التكنولوجيا قدم بطاريات كهرباء شمسية لمساعدة الجزيرة في تخطي الأزمة، ولكن كل هذا لا يغني عن التدخل الحكومي.

أزمة ديون

الجزيرة رغم أنها أرض أمريكية يتمتع سكانها بالجنسية الأمريكية إلا أنها ليست ولاية أمريكية، ويذكر موقع "فوكس" أن سكان الجزيرة يبلغ عددهم 3.4 مليون نسمة ولكن أعدادهم تقل بسبب الظروف المعيشية التي تجعل الحاصلين على شهادات عليا يسافرون للولايات الأمريكية الغنية بحثا عن فرص العمل ولذا لا يبقى ببورتريكو سوى الفقراء وأصحاب التعليم المنخفض.

نضيف لذلك أيضا أن هناك أزمة ديون في بورتريكو التي يعاني اقتصادها تراجعا حادا على مدى 10 سنوات، لدرجة أن نصيب كل فرد من الديون للحكومة الأمريكية يبلغ 34 ألف دولار لكل رجل وامرأة وطفل.

وجاءت تغريدات ترامب لتركز على هذا الوضع حيث قال إن الوضع ببورتريكو سيئ جدا والجزيرة تعاني من الديون الضخمة للحكومة الأمريكية أصلا واقتصادها ضعيف".

وكان ذلك سببا في إشعال الغضب ضد الرئيس الأمريكي الذي اتهمه معارضوه بأنه يتحدث عن ديون منطقة فقيرة بدلا من النظر لمعاناة الناس بها جراء الإعصار.

لا أحد يعرف أن بورتريكو أمريكية

رغم أن كون سكان الجزيرة يحملون الجنسية الأمريكية ولهم كافة حقوق المواطنين الأمريكيين إلا أن جزيرتهم ليست ولاية وحتى إن 51% من الأمريكيين قالوا في استطلاع رأي إنهم يعتقدون أن الجزيرة أرض أجنبية وليست أمريكية.

وكانت الجزيرة حثل مواطنوها على الجنسية الأمريكية في 1917 بقرار من الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، ولكنها حتى الآن لا تملك أي تمثيل في الكونجرس.

ومع أن الجزيرة صوتت في أوائل العام في استفتاء حتى تتحول لولاية ليكون من حقها الحصول على مزيد من الأموال من الإدارة الأمريكية إلا أن ذلك لا يحل شيئا لأن القرار في النهاية في يد الكونجرس نفسه.