ينتظر العالم غدًا استفتاء كتالونيا للانفصال عن إسبانيا، وسط حالة من الجدل ورفض إسباني وأوروبي لشرعية الاستفتاء الذي، بحسب موقع "بوليتيكو"، يمكن أن يتسبب في إثارة النزعات الانفصالية في عدد من الدول الأوروبية التي بها أقاليم أو ولايات تريد الاستقلال هي الأخرى، ولكن ما أشهر المناطق ذات النزعات الانفصالية في أوروبا.

كتالونيا

يرى سكان الإقليم الكتالوني أنهم في الأساس كانوا يملكون دولة مستقلة في القرن العاشر الميلادي ولكن تم الاستيلاء عليها من قبل إسبانيا، وعلى الرغم من كون الإقليم يدار بحكم ذاتي ولديه حكومته الخاصة إلا أن المنطقة التي تعد من أهم مناطق إسبانيا تطورًا في الصناعة ترى أن لها الحق في الاستقلال بدعوى أن إسبانيا تقمع هوية كتالونيا ولا تبدي الاحترام للغة والتقاليد الخاصة بالكتالونيين.

وحاليًا وعد البرلمان الكتالوني إنه إذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانفصال فسوف تبدأ عملية إعلان الدولة خلال 48 ساعة من إعلان النتيجة، وهو ما توعدت إسبانيا بمنعه لأنها لا تعترف بقانونية الاستفتاء أصلاً.

اسكتلندا

يرى مؤيدو انفصال اسكتلندا أنهم أضاعوا فرصة العمر في استفتاء 2014، حيث كانت نتيجة الاستفتاء لصالح البقاء في المملكة المتحدة سببها الأساسي هي الامتيازات الاقتصادية والسياسية الخاصة بدولة في الاتحاد الأوروبي ولديها منفذ تجاري واسع.

ولكن بعد "بريكست" أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يرى الاسكتلنديون أنفسهم وكأنهم تعرضوا للنصب، حيث إن اسكتلندا كانت من المناطق التي صوتت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي مارس الماضي صوت برلمان اسكتلندا لمصلحة إجراء استفتاء جديد قبل عام 2019.

الباسك

منطقة معقدة تاريخيًا هي الأخرى في إسبانيا، فالإقليم الذي يحظى هو الآخر بحكم ذاتي يريد الاستقلال عن مدريد بدعوى أن إسبانيا استولت على دولتهم المستقلة في القرون الوسطى ويرى سكان الباسك أنهم ينحدرون من أصول عرقية أخرى عن باقي الإسبان.

ولكن على عكس كتالونيا فإن تاريخ محاولات الباسك للاستقلال تشوبه الهجمات الإرهابية التي نفذتها منظمة إيتا الإنفصالية التي تعد منظمة إرهابية في أوروبا والغرب عمومًا.

وأيضًا هناك مناخ عام يمنع رغبة الاستقلال حيث يذكر موقع "فوكس" أن الباسك منطقة متأخرة اقتصاديًا ولذا تحتاج دعم الحكومة الإسبانية ولا تستطيع التفكير جديًا في الانفصال.

كورسيكا

ربما جزيرة كورسيكا هي موطن نابليون بونابرت إلا أنها منطقة حديثة الانضمام نسبيًا لفرنسا، حيث إن فرنسا استولت على الجزيرة من إيطاليا في القرن الثامن عشر.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين شهدت الجزيرة نزاعات مسلحة مع باريس انتهت فقط بعد الحصول على امتيازات من الحكومة الفرنسية في أوائل القرن الحالي مقابل التخلي عن فكرة الاستقلال والنزاع المسلح.

صربيا

قد تعتقد أن حرب البلقان انتهت في التسعينيات ولكن في الحقيقة مشاكل المنطقة ما زالت مستمرة بسبب التوترات العرقية بين البوسنيين والصرب والكروات.

وبعد مرور 20 عامًا على الحرب يظل صرب البوسنة حالة فريدة فهم يعيشون في منطقة فيدرالية تحت جمهورية البوسنة والهرسك ولكن لا يملك السكان الحق في الاستقلال أو الانضمام لدولة صربيا، وما زالت قضيتهم إحدى النقاط العالقة بين صربيا والبوسنة حيث ترى صربيا إن من حقها التدخل لحماية الصرب في البوسنة كما تحمي روسيا الروس في دول أجنبية مثل أوكرانيا أو كما تتدخل تركيا لحماية الأتراك والتركمان في أي دولة أجنبية. 

اقرأ أيضا

واشنطن بوست: أوروبا تدعم وحدة إسبانيا مع اقتراب الاستفتاء الكتالوني