الحلقة الأولى مع الجدات المتضررات من قانون الرؤية
أزمة جديدة فجرتها الجدات من ناحية الأب، عند حديثهم مع "دوت مصر"، في البداية إذا فكر أي من الزوجين تفكيرًا في عواقب الانفصال، فقد يترددا ألف مرة قبل اتخاذ القرار، وما نشاهده الآن من عواقب الطلاق على الأبناء يفوق بكثير عواقبه على الزوجين المنفصلين، وهناك عدد كبير من أطراف القضية يعانون من قانون الرؤية فيمتد التأثير إلى الأجداد والجدات والعمات، الذين ليس لهم ذنب في حرمانهم من أحفادهم.
الحاجة نيلي.. لم ترى حفيدتها منذ 5 سنوات
تروي لنا الحاجة نيللي رمزي، جدة محرومة من حفيدتها مريم محمد محمود من شهر يناير 2013 حتى الآن، "لم ترى عيني حفيدتي"، تحكي الجدة والدموع تنهمر من عينيها، واصفة الحق في الاستضافة لغير الحاضن إذا تخلف عن تنفيذ حكم الاستضافة.
وقد وصف المهتمون بشئون الطفل هذا الوضع، بالكارثة على الأسرة التي تمر به وعلى الصحة النفسية للطفل.
تستكمل حديثها قائلة: الجدات والعمات، هم الطرف الثالث، بخلاف الزوج والزوجة المطلقين والأبناء، الذي وقع عليه ضرر بالغ من قانون الرؤية، الأجداد والجدات وأفراد العائلة يعانون من الآثار السلبية للانفصال والأمر يحتاج إلى دراسة.
جدة لـ3 أطفال: عيني لم تراهم منذ 6 سنوات
تقول الحاجة نفيسة محمد عبد العزيز، عمري 80 عامًا لم أرى أحفادي من عام 2012 حتى الآن، تزوج ابني وبعد إنجاب ثلاث أطفال في عمر الزهور، بدأت الخلافات التي انتهت بالطلاق، والآن حرمت من رؤية أحفادي، وابنى يحاول التواصل بكل الطرق لأراهم بعيدًا عن تعقيدات تنفيذ قانون الرؤية والمحاكم والقضايا، فأنا أكن لأحفادي كل الحب.
الحاجة حكمت: "لمصلحة مين اتحرم من أحفادي"
أما الحاجة حكمت أحمد محمود وقورة قالت: "لم أرى أحفادي حازم وإياد وعمرو محمد إسماعيل القط لمدة عامين، لم ترهم عيني وكذلك جدهم وعماتهم، بأي حق وأي دين مشوفش أحفادي، ده المثل بيقول أعز الولد ولد الولد".
أما الجدة عطيات فقالت لـ"دوت مصر": "تزوج ابني الوحيد بامرأة، حملت وأنجب منها ولدين، ثم انفصل عنها بقضية خلع دون علمي وكان ابني يعشق ولديه كما كان يحب زوجته أيضًا، وكان حريصًا كل الحرص على رؤية أولاده بعد الانفصال، وكانت الأم تتلذذ بحرمانه من رؤيتهم أو حتى من مجرد سماع صوتيهما عبر الهاتف، وبعد مقاضاتها حكم للأب برؤية أولاده في أحد النوادي، ولكن الأم امتنعت عن الذهاب لمدة سنة كان الأب خلالها يعتصر حزنًا ولجأ للقضاء الذي أجبرها على تنفيذ الرؤية، ولكن طبقًا للقانون كان يذهب الأب فقط وممنوع الجد أو الجدة أو العمات أن يرافقوه لرؤية الولدين، وإذا حضروا تقوم بتحرير محضر تعد لنا، هما جزء مهم من العائلة وشاء القدر أن يتوفى الأب في حادث سيارة في الثلاثين من عمره، وأصبح الحفيدان هما الشيء الوحيد الذي يعزينا أنا وجدهما في فقدان ابننا الوحيد.
وتابعت الجدة عطيات، تعمدت الأم حرماننا من رؤية الحفيدين حتى لجأنا للقضاء، الذي حكم بأن نراهما وفقًا للقانون، لمدة ثلاث ساعات أسبوعيًا في النادي، ولكن حتى هذا القانون لم ينفذ عمليًا؛ لأن الأولاد صغار ويأتون برفقة الجدة من ناحية الأم، بعد أن تركتهما الأم لحضانة أسرتها وقررت الزواج من رجل أخر، ونرى الحفيدان فقط في النادي للعب معهما، فلا نستطيع رؤيتهما خارجه ولا اصطحابهما للبيت، ولا يوجد أي حوار أو تواصل من جانبهما معنا خلال الدقائق المعدودة التي يمكثوها معنا رغم حبنا الشديد لهما.
وأضافت، نحمل الهدايا القيمة لهما واكتشفنا أن فكرة اختفائهما معظم الوقت وعدم رؤيتهما، تتم بتوجيهات من جدتهم من ناحية الأم، حتى لا نتواصل معهما وتنقطع صلة الرحم بأهل الأب، وأصبحتُ مجرد غريبة لأحفادي.
الحاجة فاطمة: قانون الرؤية يسعي إلى قطع صلة الأرحام
وقالت الحاجة فاطمة الوقاد جدة ميرام محمد الوقاد، إن قانون الرؤية يقطع صلة الرحم ويتنافى مع جميع الأديان وقداسة الأسرة والتربية السليمة لأجيال جديدة، بجانب قسوته على حقوق الجد والجدة وباقي عائلة الأب.
وتابعت: هناك ضرر على الأجداد فمعاناتنا شديدة ولا يشعر بها أحد، تمكيننا من حقنا في رؤية أحفادنا إذا تمت، تكون لدقائق قليلة وأماكن غير لائقة، الطفل مثلما يعاني من حرمانه من والديه، نعاني نحن أشد معاناة وليس لنا ذنب في القانون الذي يسعى دائمًا لتقطيع صلة الأرحام، قائلة: "نفسي أشعر بدفء العائلة وأحفادي حواليا يمرحون، فذلك يؤثر على التوازن النفسي للأبناء أيًا كان عمره خاصة في السن الصغيرة، حيث يحتاج إلى الحب والحنان بشكل أكبر، وتظهر الآثار السلبية النفسية على شكل الكذب والطرق العدوانية".
وأضافت: نتمنى أن يكون الانفصال بين الأبوين بشكل متحضر، وأن يحترم كل طرف منهما الآخر وعدم تبادل الاتهامات وعدم السعي لتشويه الآخر، والاتفاق بينهما على حقوقهما وحق الأبناء وتعديل القانون وتدخل المجلس القومي للمرأة، ومراعاة حق الجدات والعمات في الرؤية بعد الانفصال.