هل تعلم | حقيقة نهاية العالم.. ودليل من أهرامات الجيزة
"نهاية العالم" جملة من كلمتين أثارت الجدل والرعب بين الناس على مدار السنوات السابقة أكثر من مرة، وإستنادًا إلى توقع العالم الأمريكي "ديفيد ميد" بنهاية العالم ووجود كوكب افتراضي "نيبيرو" السبت 23 سبتمبر 2017 الحالي، مستدلاص بأدلة من الكتاب المقدس، تشتت الجميع وظل منتظرًا هذا اليوم، ولكن هل تعلم أن القرآن الكريم ينفي كل هذه الأكاذيب والشائعات لنهاية العالم التي لا صحة لها من واقع ملموس، وسوف نحاول سرد القصة بشكل أوضح لقطع الشك باليقين.
بداية قصة كوكب "نيبيرو"
أول من افترض وجود كوكب "نيبيرو" هو العالم زيشاريا سيتشين المولود عام 1920 بالاتحاد السوفيتي السابق، لإلحاقه بالأساطير البابلية، ولخص أن الحياة على الأرض ظهرت بفعل كائنات فضائية، مؤكدًا أنه وجد ذلك في ترجمات رسوم سومرية بالجنوب العراقي، ومحفورة على الختم الأسطواني الشكل، وهو صغير وموجود في متحف ألماني تحت الرمز "va 243" ومن يضع cylinder seal في موقع بحث جوجل، فسيزوده الموقع بفيديو وصور ومعلومات غنية جدًا عن هذا الختم الذي يعتبر من أهم الاكتشافات السومرية.
سمى صاحب النظرية تلك الكائنات "أنوناكي" أي الخمسين الذين هبطوا من Nibiru وتجولوا في الأرض، وقرروا خلق البشر بعراق ذلك الزمان، وهم بناة الأهرامات التي اتخذوها قاعدة هبوط وإقلاع، ثم تزاوجوا مع نساء البشر، وبعدها أجبرهم الطوفان العظيم على الرحيل، وفق الأسطورة التي نسجها "زيكاريا سيتشن" المترجمة كتبه إلى 25 لغة، والذي رفض نظريته مؤرخون ورجال علم ودين.
أوهام فناء العالم
استمرار "الشائعات" بالترويج الوهمي، جعل وهم فناء العالم يصل حتى إلى المنطقة العربية، فروّج بعض العرب عبر مواقع للتواصل بأن "نيبيرو" ليس إلا "النجم الطارق" الوارد ذكره بالقرآن، وفسروا "الطارق" بأنه الصادم، القادم بسرعة هائلة ليصطدم بالكرة الأرضية ويفنيها.
الأدلة على نهاية العالم
صرح العالم "ديفيد ميد" بأن كوكب "نيبيرو" سوف يصطدم بالأرض مسبباً نهاية العالم، مستدلاً بالتوراه، والكتاب المقدس ودليلهم الذي اعتمدوه هو التعامل بالأرقام وإيحاءاتها، ومنها الرقم 33 المشير إلى العمر الذي عاشه المسيح حتى وفاته، فيما تكررت كلمة "الوهيم" وهي اسم الرب لدى اليهود في التوراة 33 مرة أيضًا، أما ارتباطه بيوم فناء العالم في 23 سبتمبر، فإشارته إلى عدد الأيام التي بدأت منذ آخر كسوف للشمس يوم 21 أغسطس 2017 الماضي بتاريخ فناء العالم، واعتبار الرقم تحذيرًا سماويًا بفناء الأرض في هذا الموعد.
أما الجماعات من النوع المهرطق، فاعتمد أفرادها ما أشاعته صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، ورفضته الكنائس التقليدية والفاتيكان، وهو أن العالم سينتهي في 23 سبتمبر "طبقا لعلامات ورموز موجودة في "الكتاب المقدس" تجعل تاريخ هذا السبت يتزامن فلكيا مع نهاية العالم وظهور المسيح مرة أخرى.
وفي نهاية شهر أغسطس، أعلن "ميد" العثور على دليل آخر يثبت صحة نظريته الخاصة بنهاية العالم يوم 23 سبتمبر الجاري، مؤكدًا أنها مكتوبة داخل الهرم الأكبر بالجيزة، وقال ميد وقتها: "أنه من الغريب جدًا أن كلاً من الكتاب المقدس والهرم الأكبر بالجيزة على حد سواء يشيران إلى نفس التاريخ، وهو سبتمبر 2017، فلا يمكن أن يكون هناك أدلة أكبر".
ولكن في أحدث شائعة عام 2016 أن المريخ سيقترب من الأرض ويظهر في سمائها بحجم القمر، وإن الشمس ستشرق من الغرب، وبعدها مباشرة ينتهي العالم قبل آخر العام، ولكن انتهي 2016 وتلاه آخر، من دون أن يقترب "الكوكب الأحمر" ويتغيّر حجمه، أو تشرق الشمس من مغربها، بل ظلت الأرض تدور وشمسها تشرق وتغرب كالمعتاد.
إنكار "نيك بوب" نهاية العالم
كذب "نيك بوب" المختص في التحقق من الأجسام الغريبة وغيرها من الأسرار لصالح وزارة الدفاع البريطانية، والخبير الرائد في نظريات المؤامرة، تلك الشائعات، وشن هجومًا حادًا على "ميد"، مؤكدًا أن هذا اليوم سيمر بسلام، ولن يصاب البشر أو كوكب الأرض بأي مكروه، تمامًا كما حدث مع كل نهاية أخرى للعالم تم التنبؤ بها في السابق".
وأضاف بوب: "إذا كان أيا من هذه الإداعات حقيقي، كان كل عالم فلك في العالم، وليس ناسا فقط، على علم بما سوف يحدث، لسهولة رؤية الكوكب المزعوم وهو يقترب من الأرض منذ سنوات".
أدلة كذب نهاية العالم في الإسلام من القرآن الكريم والسنة
إن الدين الإسلامي وضع علامات يوم القيامة، والتي تسمى كذلك علامات الساعة، وهناك علامات صغرى وعلامات كبرى لنهاية العالم، فما زالت العلامات الكبرى لم تحدث، وقد قال الله تعالى في سورة الأعراف:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ? قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ? لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ? ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ? لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ? يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ? قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (187)
وفي روايات عن النبي صلي الله علية وسلم
الرواية الأولى، يقول حذيفة: «اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات. فذكر: الخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم» (رواه مسلم).
وفي الرواية الأخرى: «إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، والدخان والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس». وفي رواية: «والعاشرة: نزول عيسى بن مريم» (رواه مسلم).
وبذلك ينهي الإسلام الجدال في أمور الغيب التي لا يعلمها الإ الله، ونؤكد على عدم تداول الشائعات التي تصيب الفزع والرعب في قلوب الناس.
اقرأ أيضًا:
هل تعلم | قصة "البارون" وعبدة الشيطان