"الاعتراف بالنووي فضيلة".. هل يستسلم العالم أمام كوريا الشمالية ؟
لا جديد في أزمة كوريا الشمالية، عقوبات "ضعيفة" يفرضها مجلس الأمن الدولي، باعتراف المندوبة الأمريكية نفسها، نيكي هايلي، يعقبه إطلاق زعيم بيونج يانج، كيم جونج أون صاروخا نوويا جديدا، ضاربًا بعرض الحائط المجتمع الدولي بأسره، ومع انقضاء الأيام، يزداد الموقف الكوري الشمالي قوة، حتى إنه قريبًا قد يجد العالم يتعايش مع سلاحه المدمر.
كوريا الشمالية لا تخشى تهديداتهم
في مقال بصحيفة "إندبندنت"، قال الكاتب شون أوجريدي، إن قضية كيم جونج أون، تشبه الطالب المشاغب الذي يتوعده المعلم بمعقابته إذا ظل مشاغبًا، ويهدده أبواه بتقليل مصروفه إذا لم يعدل من سلوكه، وفي النهاية يظل كيم يشاغب ويقل المصروف، لكن دون أن ينقطع.
وأشار أوجريدي إلى أن الزعيم الكوري الشمالي اعتاد إجراء التجارب النووية، بعد كل إدانة من وزراء الخارجية والرؤساء "المعتادة"، وبعد العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي، ما يجعل كيم يدرك أن تهديدات أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان "مجرد تهديدات لن تنفذ".
الاعتراف بـ"النووي" ليس جديدًا
يرى الكاتب أنه يجب إما تنفيذ التهديدات التي أطلقتها الأمم المتحدة، أو تنفيذ هجوم على بيونج يانج، مضيفًا أن كوريا الشمالية لا يبدو أنها مستعدة للتوقف عن تجاربها النووية، وبالتالي على الولايات المتحدة قبول الأمر الواقع كما فعلت مع الاتحاد السوفيتي سابقًا، التي صنعت سلاحها النووي واعترفت بها أمريكا في النهاية، كما هو الحال مع الصين واليابان وفرنسا وباكستان.
كيم "يفتت" أمريكا
في الواقع فإن قوة موقف بيونج يانج بالقضية لا يرجع فقط، للدعم الصيني في الاقتصاد، بل لأن الزعيم الكوري الشمالي ينجح في زرع الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها اليابان وكوريا الجنوبية والصين التي تعتبر نفسها محايدة، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انتقد الصين مرارًا بسبب عدم الضغط على بيونج يانج، كما هو الحال مع الجارة الجنوبية، التي هاجم رئيسها، مون جاي إن بسبب دعوته لحل الأزمة عبر الحوار، قبل نحو أسبوع.
الاقتداء بنموذج إيران
الحل الآخر كان الذي اقترحته المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وهو الاقتداء بنموذج إيران في الاتفاق النووي عام 2015، الذي تم بموجبه فرض رقابة صارمة على المعامل التي تجرى فيها الاختبارات النووية، حتى تستخدم بشكل سلمي، في مقابل إسقاط العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على طهران، وهو اقتراح قد تشجعه روسيا والصين، خاصة أن المندوب الصيني لدى مجلس الأمن، ليو جي لي، أعلن في جلسة 4 سبتمبر، وجود آلية مشتركة بين بكين وموسكو، من أجل الرقابة على البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وطالب أعضاء مجلس الأمن بتفعيله.
ترامب لن يلجأ له بسهولة
رغم أنه الحل الأكثر منطقية حتى الآن، بما أنه سيقلل من خطورة بيونج يانج على العالم، ويسمح لها أيضًا يتصنيع سلاحها النووي، إلا أن ترامب لن يلجأ له بسهولة، خاصة أنه أعلن كثيرًا رفضه للاتفاق النووي الإيراني ووصفه بأنه "الاتفاقية الأسوأ لأمريكا".
كما يوجد تقارير تفيد بأن ترامب يريد إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، إضافة لأنه سينال من هيبة أمريكا على الساحة الدولية، التي ستكون حينها، ظلت تهدد وتتوعد كيم جونج أون، وفي النهاية اعترفت بسلاحه النووي.
اقرأ أيضًا..
سؤال وجواب| صراع كوريا الشمالية وأمريكا.. دليلك إلى الحرب النووية
كوريا الشمالية تتعهد بإكمال برنامجها النووي لتوازن قواها مع أمريكا