التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 03:34 ص , بتوقيت القاهرة

ادفع «100 ألف جنيه علشان تموت».. دليل سماسرة الموت وسط البحار

وسط أحلام وهمية تبحث عن الثراء السريع، والهرب إلى الخارج للحصول على راتب بالعملة الصعبة، تولد فكرة الهجرة غير الشرعية، والتي تسببت خلال الفترة الأخيرة في حصد أرواح آلاف الشباب، الذي كان يسكنهم الحلم، لكنه في الحقيقة كان الهلاك بعينه، إما بالموت على أسطح السفن المتهالكة أو وسط أمواج البحار التي تبتلع الجميع بلا تفرقة.


وفي إحصائية أخيرة كشفت عنها الأمم المتحدة، أوضحت أن عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا وصل إلى 219 ألف شخص من بينهم 171 ألف من ليبيا، ولقي أكثر من النصف منهم حتفه.


وكشفت التقارير أيضًا عن أرباح المهربين من إفريقيا إلى أوروبا، ومن أمريكا الجنوبية والوسطى إلى أمريكا الشمالية، والتي بلغت نحو 6 مليارات و800 مليون دولار سنويًا، في حين يجني بعض المهربين أكثر من 60 ألف دولار أسبوعيًا من هذه العمليات.


ومع ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، التقى "دوت مصر" بعددٍ من الشباب، الذي خاض التجربة المميتة، بعد أن عادوا إلى منازلهم على قيد الحياة.


الهجرة غير الشرعية


100 ألف جنيه


يقول أحمد حسن، 30 سنة لـ "دوت مصر": "ذهبت إلى سيدة تدعى "م. هـ"، والتى ذاع صيتها في محافظة الشرقية بكونها متمرسة في إنهاء إجراءات السفر للخارج مقابل مبلغ 100 ألف جنيه، وفوجئت اشتراط هذه السيدة عليّ تسديد نصف المبلغ قبل السفر والنصف الآخر بعد الوصول لسواحل إيطاليا عبر البحر".


وأضاف أحمد: "نجحت في الوصول إلى السواحل الايطالية عن طريق مركب صغير استغرقنا بداخله عدة أيام، وسط حالة من الخوف الشديد وأمواج البحر المرتفعة، وكنت أشعر بأننى لن أصل حيًا وسط هذه الأجواء، وبوصولي إلى هناك بدأت في الاختباء داخل إحدى المزارع، حتى تمكنت من التواصل مع شقيقي الأكبر الذي يعمل في مدينة روما، لتنجح المغامرة بأعجوبة بل ومعجزة من السماء".


وتابع: "بعد مرور 5 سنوات قررت العودة إلى مصر في زيارة أهلى وأقاربي إلا أن الحظ لم يحالفني، حيث تم القاء القبض عليّ في مطار القاهرة بتهمة التهرب من أداء الخدمة العسكرية، ثم التحقت بالجيش، وبعد انقضاء المدة أفكر جديًا في كيفية العودة مرة أخرى، لكني لا أثق أبدًا أني سأنجو بحياتي هذه المرة".


غرق الألاف


75 ألف جنيه بلا عودة


حال أحمد حسن، لم يختلف كثيرًا عن ضحايا الهجرة غير الشرعية من الشباب الآخرين، حيث أوضح محمد هارون، 27 سنة لـ"دوت مصر"، أنه ذهب إلى رجل يدعى "م.ع"، ودفع مبلغ 75 ألف جنيه للسفر عبر البحر داخل احدى مراكب الصيد، وبعد رؤية مركب السفر قرر الشاب التراجع عن الفكرة خوفًا من الغرق وسط البحر، لافتًا إلى فشله حتى الآن في استرداد مبلغ السفر الذي قام بدفعه.


الموت غرقًا


أما محمد عبد الهادي 24 سنة فيتذكر باكيًا: "لقد ذهب أخي الوحيد للموت بقدميه، على الرغم من تحذير والدتي له لأنه عائلنا الوحيد، حيث أني أعاني من إعاقة تمنعني من العمل، وأذكر أنه صمم على بيع مصوغات والدتي حتي يستطيع دفع ثمن رحلة الموت، وقد كانت تلك المصوغات هي كل ما تبقى لنا في الحياة من ميراث والدي، لكنه وعدها بتعويضها حال وصوله إلى ايطاليا، لكن الحقيقة أنه لم يصل وعرفنا أنه غرق مع آخرين في رحلة الهجرة غير الشرعية، وأصيبت والدتي بحسرة كبيرة على ابنها الكبير".


الهجرة غير الشرعية


أفكار مغلوطة


وبالتحدث مع الخبراء الأمنيين، حول ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية بين الشباب، علق الدكتور محمد عبد المنعم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها قائلًا: إن عددًا كبيرًا من الشباب يعتقد أن السفر للخارج يكون أفضل له من البقاء والعمل في موطنه، لكنه يكون غير مُدرك للصعوبات التي ستواجهه من سفر ومعيشة وراتب أيضًا في الدول الأوروبية، مشيرًا إلى اعتقاد الكثيرين بأن هناك رواتب كبيرة جدًا ووظائف مرفهة في انتظارهم، لكن العكس المؤلم يكون هو النتيجة الحقيقية.


وأضاف "عبد المنعم" في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، أن رغبة الشاب في الحصول على راتب كبير في بداية مشوار حياته، يكون أحد الخطايا التي يقوم بها، فعلى الشباب بدء مشوار الوظيفة من الصفر وصولًا لمنصب أعلى فآخر.


سماسرة الموت وسط البحار


العقوبة بالسجن


ومن الناحية القانونية، أكد المستشار خليل اسماعيل، الخبير القانوني، أن القانون يعاقب بالسجن كل من أسس أو نظم أو أدار جماعة إجرامية منظمة لأغراض تهريب المهاجرين أو تولى قيادة فيها، أو كان أحد أعضائها أو منضمًا إليها.


وتابع اسماعيل: من الممكن أن تزداد العقوبة حسب الضرر المتواجد، لافتًا إلى أن القانون يحاول تغليظ العقوبة منعًا لتكرار هذه المشاهد.


اقرأ أيضًا..


بـ4000 جنيه.. أكاديميات صحفية تبيع "الوهم" لطلاب الجامعات


فيديو| "لو عيان موت".. مستشفى بولاق الدكرور العام "لم يحضر أحد"