من بديعة مصابني لسامية جمال.. "شوف الرقص واتعلم"
"كازينو بديعة"، كان أحد معالم القاهرة الشهيرة، بموقعه في شارع عماد الدين بالهرم. زبائنه من رجال السياسة وضباط الجيش الإنجليزي، وتلاميذه كبار النجوم العرب.
فمن هي بديعة؟
بديعة
بديعة حبيب مصابني، زعيمة فن الفودفيل "المسرح الغنائي"، لمدة 40 عاما، وأحد أهم علامات مصر الفنية، ولدت عام 1892 في دمشق، لأب لبناني وأم سورية "جميلة الشاغوري".
هاجرت مع والدتها وإخواتها إلى أمريكا الجنوبية في عمر السابعة، بعد وفاة والدها، وعانت من الفقر والشتات الأسري، إضافة لاغتصابها في السابعة، وهو ما كتبت عنه في مذكراتها فيما بعد: "وسرعان ما انقض عليّ صاحب الخمارة انقضاض ذئب مفترس على نعجة صغيرة، لا تقوى على حماية نفسها. فأخذت أبكي وأستغيث من دون جدوى».
تعلمت بديعة في أمريكا اللاتينية، الغناء والرقص التوقيعي، ثم جاءت مصر عام 1912 فتعرفت على "جورج أبيض"، الذي أعجب بها، وتعلمت اللغة العربية ثم تعرفت إلى "الشيخ أحمد الشامي"، وعملت معه في فرقة مسرحية متجولة، إلى أن تعرفت إلى "نجيب الريحاني"، وقدمت معه مسرحية "الليالي الملاح".
وتزوجت بديعة والريحاني، وقدما معا "الشاطر حسن"، و"أيام العز"، و"ريا وسكينة"، و"البرنسيسة"، و"مجلس الأنس"، ثم انفصلا، وأسست كازينو بديعة، الذي سيصبح أحد أهم معالم القاهرة.
وتخرج في فرقتها أهم الفنانين العرب، مثل فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي.
"كازينو بديعة" في شارع عماد الدين، احتل مكانة كبيرة آنذاك، فكان زبائنها من جنود الجيش البريطاني في أثناء الحرب العالمية الثانية، ورجال السياسة، شأن صالات وكباريهات شارع الهرم.
وبعد انتهاء الحرب، أفل نجم بديعة، وتراكمت عليها الديون، بعدما هجرها معظم أعضاء فرقتها، واتجهوا للسينما، فهربت إلى لبنان، وعاشت هناك 24 عاما، حتى ودّعت حياتها الصاخبة عام 1974 عن عمر 86 عاما.
وفيما بعد، قدمت "نادية لطفي" قصة حياتها، في فيلم من إخراج حسن الإمام.
ببا عز الدين
ببا أو فاطمة عز الدين، صاحبة الحياة الفنية القصيرة، ووريثة بديعة، راقصة لبنانية، تعرفت إليها "بديعة"في بيروت، وأقنعتها بالعمل معها في القاهرة.
انضمت ببا للفرقة وأصبحت واحدة من أنجح الراقصات الصولو، لكن طموحها كان أكبر من كازينو بديعة، فانفصلت عنها فيما بعد، وأسّست فرقتها الخاصة.
قدمت ببا خمسة أفلام فقط، هي: "البيه المزيف" من بطولتها مع بدر لاما، إخراج إبراهيم لاما، و"ليلة الأنس"، مع عبدالغني السيد، إخراج نيازي مصطفى، و"جحا والسبع بنات"، مع سراج منير، إخراج فؤاد الجزايرلي، و"كدب في كدب" مع أنور وجدي وميمي شكيب وبشارة واكيم، إخراج توجو مزراحي، و"أحلاهم" مع سامية جمال وليلى فوزي، إخراج استيفان روستي، و"جمال ودلال"، بطولة فريد الأطرش وليلى فوزي، إخراج استيفان روستي.
ازدهرت فرقة "ببا"، وأصبحت من أكبر الفرق الاستعراضية في مصر، بعد أن استقطبت كثيرا من الفنانين، مثل: ثريا حلمي وإسماعيل يس وليلى حلمي ، حتي لقيت مصرعها أوائل الخمسينيات في حادث، خلال عودتها من الإسكندرية.
سامية جمال
الطفولة القاسية دفعتها للهروب من قريتها في بني سويف للقاهرة، حيث التقت بديعة مصابني. إنها "زينب محفوظ" الشهيرة بسامية جمال، ظهرت في الأربعينيات، وعملت في التابلوهات الجماعية في مسرح "بديعة"، إلى أن واتتها الفرصة لتقوم بدور ثانوي في فيلم "انتصار الشباب"، أمام فريد الأطرش، الذي ستكون معه ثنائيا مهما، في عدة أفلام، مثل: "عفريتة هانم''، و''آخر كدبة''، و''تعالى سلم''، و''ماتقولش لحد''.
تزوجت من رشدي أباظة أواخر الخمسينيات، وقدمت معه فيلم طريق الشيطان، والرجل التاني، وعمري معاك، والشيطان والخريف، ثم انفصلا بعد زواج دام 17 عاما.
شاركت "سامية"برقصة لمدة ثلاث دقائق في الفيلم الأمريكي “Valley of the Kings”، كما مثلت دور البطولة في الفيلم الفرنسي "علي بابا والأربعين حرامي"،
حرصها الزائد على رشاقتها، جعلها تمتنع تقريبا عن الطعام، إلا من بعض الخضراوات، إلى أن أصيبت بأنيميا حادة، أدت لدخولها في غيبوبة، أودت بحياتها عام 1994.