انتشرت مؤخرا العديد من الشائعات حول اتجاه بعض الشركات العالمية لسحب استثماراتها من مصر، ومن ضمن هذه الشركات هي "هواوي" الصينية، التي تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وما كان من الشركة إلا أن ترد على هذا الأمر بشكل عملي، حيث قامت بدعوة الصحفيين المعنيين بتغطية أخبار قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لزيارة مقرها الضخم بالقرية الذكية.

المقر المكوّن من 5 طوابق يقع داخل القرية الذكية، وسط مجموعة من الشركات العالمية العملاقة، مثل: مايكروسوفت وديل وموتورولا وموبينيل وفودافون وغيرهم من الشركات، بالإضافة للكيانات الحكومية مثل وزارة الاتصالات وجهاز تنظيم الاتصالات وهيئة إيتيدا.

ورغم أن غالبية الشركات داخل القرية الذكية تعمل داخل مباني مؤجرة، إلا أن شركة هواوي قررت شراء هذا المبنى وليس تأجيره كباقي الشركات، وتم اتخاذ هذا القرار عام 2013، بحسب ما ذكرت هالة عرندة، مديرة العلاقات الحكومية بالشركة.

وأكدت هالة: "الشركة التي تشتري مبنى ضخم كهذا، بالطبع لا تنوي الرحيل، وإنما تنوي ضخ المزيد من الاستثمارات داخل مصر".

ولزيادة التأكيد على هذا، اصطحبنا مسؤولو الشركة في جولة داخل المقر، حيث بدأنا بتفقد مركز التدريب الإقليمي، الذي يخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أي ما يقرب من 21 دولة، ويديره المهندس المصري هيثم البدوي، الذي يعمل بهواوي منذ 11 عاما.

وأوضح المهندس هيثم، أن هذا المركز يقدم عدة دورات تدريبية متخصصة، سواء في تركيب الشبكات أو صيانتها أو حل المشاكل المتعلقة بها، ويضم المركز 6 قاعات بطاقة استيعابية 15 فرد لكل قاعة، مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية.

وأضاف: "المركز به 30 مدربا محترفا موجودون داخل المركز بشكل دوام كامل، يعملون على تدريب 1200 شخص سنويا، من مختلف البلدان"، موضحا أن الشركات المصرية، مثل: موبينيل واتصالات وفودافون والمصرية للاتصالات أحيانا تحصل على تدريب داخل مقراتها بنظام المحاكاة.

ويقوم هذا المركز أيضا بتدريب خريجي كليات الهندسة والحاسبات بالجامعات المصرية، بالتنسيق مع المعهد القومي للاتصالات، وتتيح الشركة الفرصة للخريجين لزيارة مقر هواوي بالصين وقضاء فترة معايشة هناك.

بعد ذلك انتقلنا إلى مركز عمليات تشغيل الشبكات "NOC"، ويشرف عليه المهندس مصطفى حسن، ويتم من خلاله مراقبة حركة أبراج الشبكات، والتأكد من عملها بكفاءة، وإبلاغ مقدمي الخدمة بأي أعطال تتعرض لها هذه المراكز.

وفي نهاية الجولة، زرنا مركز الدعم الفني الإقليمي "TAC"، والذي يتم من خلاله تقديم خدمات الدعم الفني باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ويديره المهندس شريف أحمد، الذي أشار إلى أن المركز يخدم 70 دولة، ويعد أكبر مراكز الدعم الفني الإقليمية لهواوي حول العالم، والتي يبلغ عددها 7 مراكز.

وتوجد شركة هواوي داخل 170 دولة حول العالم، وتعمل داخل مصر بالتعاون مع شركات الاتصالات الأربعة، بجانب التزامها بأداء دورها المجتمعي من خلال تدريب الشباب وخلق فرص عمل لهم.