دبلوماسيون عن زيارة السيسي لقبرص: تحجم الوجود التركي في البحر المتوسط
يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح غد الأربعاء، إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا، ومن المقرر أن يعقد خلالها جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره القبرصي، كما سيعقد قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان يعقبه مؤتمر صحفي لهم.
"تطور العلاقات بين مصر وكل من قبرص واليونان سوف يحجم الدور التركي في البحر المتوسط".. هكذا وصف مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة سابقا، السفير جلال الرشيدي، زيارة الرئيس السيسي إلي قبرص، لافتا إلى أن الغاز والبترول وترسيم الحدود سوف تكون على رأس أولويات القمة الثلاثية المقرر عقدها غدا.
وأضاف الرشيدي لـ"دوت مصر"، أن اللقاء من المتوقع أن يبحث إمكانيات التعاون في مجالات الاتصالات والبناء والتعاون في إطار الحدود البحرية التي تلوح تركيا دائما بـ"سرقة" موارد مصر به، مشيرا إلى أن من المفترض أن يبحث اللقاء قضية الإرهاب، لا سيما خلال زيارته لإسبانيا في إطار الخبرات الإسبانية في مواجهة الإرهاب، متوقعا أن يسفر اللقاء عن تعاون لوجستي واستخبارتي مع مدريد في هذا الإطار.
من جانبه أكد مساعد وزير الخارجية السابق رؤوف سعد، على أهمية التوجه الذي تتبعه مصر في إطار زيارة الرئيس السيسي لقبرص، والتي تعمل على توثيق التعاون مع الدول الأوروبية المتوسطية، ما يزيد من أواصر العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأضاف لـ"دوت مصر"، أن زيارة الرئيس لقبرص تأتي لضبط إيقاع استثمار ثروات البحر المتوسط وفقا للاتفاقيات الموقعة بين هذه الدول، في إطار اكتشافات جديدة من الغاز الطبيعي موزعة بين الدول الثلاث ما يعكس بدء مرحلة جديدة من التعاون تديرها مصر، وفقا لمصالحها وليست لمعايير التفضيلات أو الانحيازات، لافتا إلى أن الرئيس السيسي يهدف لدعم الجبهة الأوروبية المتوسطية التي تتفق في الغالب مع الرؤي المصرية تجاه القضايا الإقليمية.
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رخا حسن، أكد أن زيارة الرئيس السيسي لقبرص غدا تأتي استكمالا للقاء الثلاثي الذي عقد في القاهرة في نوفمبر 2014، وذلك لتقييم ما تحقق من نتائج للاجتماع الثلاثي من تطورات سواء على مستوى العلاقات الثنائية أو على مستوى منطقة البحر المتوسط أو القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبشأن العلاقات الثنائية، أوضح حسن لـ "دوت مصر": "تأتي على رأس تلك العلاقات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة التي تساهم فيها الدولتين وبحث شؤون الجاليات فضلا عن قضية الهجرة غير الشرعية باعتبار أن كل من قبرص واليونان تمثل معبر ومحطة إلى أوروبا".
ولفت إلى أن القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك سوف تكون ضمن أولويات جدول أعمال القمة الثلاثية، لا سيما فيما يتعلق بالوضع في سوريا، التي تقع في المقابل مباشرة لقبرص بما يعكس تأثرها المباشر بما يحدث في سوريا والذي أدى إلى خفض معدلات التبادل التجاري ورفع معدل التأمين على التحركات التجارية،
وتابع: "من جدول الأعمال، بحث الأوضاع في ليبيا القريبة من اليونان إلى جانب القضية الفلسطينية، التي يتقارب تصويت كل من قبرص واليونان إلى الدول العربية في الأمم المتحدة، فضلا عن بحث التعاون مع اليونان في المجال العسكري بعد الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع اليوناني إلى القاهرة".