بيكسار تنافس نفسها بفيلمين في 2015
شركة بيكسار تقدم عادة أفلاما عظيمة. باقي الشركات تقدم أحيانا أفلاما جيدة مع استثناءات عظيمة متباعدة زمنيا خارج نطاق بيكسار، كان أهمها Shrek - Wreck It Ralph. وهو ما يجعل تقسيم الرسوم المتحركة إلى (بيكسار - الآخرون)، لا يندرج تحت بند المبالغة.
آخر 3 أعمال في قائمة إنتاج الشركة (Cars 2 - Brave - Monsters University) يمكن اعتبارهم الأضعف في تاريخها. أفلام مسلية وجيدة بالمعايير العامة، لكن متوسطة بمعاييرها. المؤسف أكثر أنها بدأت أيضا في الاعتماد على صناعة أجزاء جديدة من أفلامها السابقة، أكثر من اعتمادها على ابتكار جديد. نتائج ذلك في (Cars 2 - Monsters University) كانت مؤسفة، على عكس الجزء الثاني والثالث من Toy Story.
في الطريق خلال الأعوام الـ 3 القادمة، أجزاء جديدة من Finding Nemo - The Incredibles - Toy Story. نتمنى طبعا أن تتفوق كلها على ما سبقها، لكن في جميع الحالات، سنفتقد معها الإحساس المنعش بالتعرف على شخصيات وأجواء جديدة.
بعد غياب تام في 2014 وسيل من أفلام (الآخرون) المعتادة، التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع، من نوعية How to Train Your Dragon 2 - Big Hero 6 - The Boxtrolls. تعود بيكسار هذا العام بفيلمين بدلا من واحد لتعويضنا عن غياب 2014. الأول Inside Out المقرر عرضه 19 يونيو، وسبق أن تحدثنا عنه تفصيليا هنا.
الثاني هو الديناصور الطيب The Good Dinosaur المنتظر عرضه عالميا أواخر نوفمبر. الجدول الأصلي كان عرضه في 2014 لكن نظرا لاستبدال المخرج بعد تحضير طويل، وتغيير العديد من العناصر بعد تولي بيتر سوهن المهمة، تم التأجيل للسماح لفريق العمل بتنفيذه بالشكل المطلوب.
أحد النظريات الشهيرة التي يدرسها الملايين من الصغر عن أسباب اختفاء الديناصورات، تتعلق باصطدام نيزك ضخم بكوكب الأرض، وهو ما نتج عنه تغيرات مناخية صعبة لم تنجح الديناصورات في النجاة منها. السؤال التقليدي الفضولي المحبب للأطفال بخصوص هذه الجزئية في حصص الأحياء: ماذا لو لم يسقط هذا النيزك على الأرض؟
الإجابات العلمية القائمة على التوقعات تطول وتطول، لكن بيكسار اقتنصت (ماذا لو) هنا لتقديم قصة مسلية خيالية، بناء على هذه الفرضية اللطيفة. الفيلم كما يصفه فريقه، مبني ليماثل قصص (الطفل المغامر في رحلة اكتشاف بصحبة كلبه الصغير المخلص). مع تغيير بسيط لكن مهم وحيوي كعادة بيكسار. الطفل هذه المرة هو ديناصور، والكلب المُخلص مصدر الضحك هو طفل بشري!
بالتركيز في آخر ثوان في الإعلان ستلاحظ أن صُناع الفيلم اختاروا تصميم وتلوين الشخصيات - وخصوصا الديناصور الرئيسي الأخضر بطل الفيلم - بطابع منمق مرح بسيط، يحاكي الرسوم اليدوية. حركته فيزيائيا أيضا لا تخلو من طابع عبثي كالكارتون القديم. في المقابل تظهر النيازك والطبقات الجوية والنجوم والجبال والأشجار والسحاب والشمس، بشكل مجسم ودقيق جدا. كل شىء يخص الطبيعة يظهر بشكل أقرب للمشاهد الحقيقية.
من غير الوارد أن يكون التناقض ناتجا عن خطأ. صناع الفيلم اختاروه لسبب ما، وسنعرف ذلك ربما مع أول إعلان طويل أو مع الفيلم نفسه في نوفمبر. على صعيد آخر غالبا ستحقق ديناصورات Jurassic World انتصارا أكبر في شباك التذاكر هذا العام، لكن من حيث الخلود والتميز السينمائي، أرجح أن يكون النصر لديناصور بيكسار الطيب.
إعلانات وأفكار الفيلمين عامة مبشرة جدا. ويبدو أن بيكسار ستنافس نفسها هذا العام، لأن كل ما شاهدناه حتى الآن في مجال الرسوم المتحركة لا يصلح الا للنسيان السريع، وأخص بالذكر فيلم دريم ووركس الأخير Home.
اقرأ أيضا: Home يحتفظ بجنسية دريم ووركس.
لأسباب يطول شرحها وأُفضل كتابتها في مراجعة الفيلم نفسه، أرجح فوز Inside Out من الآن وبدون مشاهدة، بأوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة 2016. ولا أستبعد نهائيا أن يظهر الفيلمان معا في قائمة الترشيح.
أتعشم أيضا أن يحقق الفيلمان نجاحا تجاريا ساحقا. في ظل عجلة هوليوود الحالية التي تدور بحماس لا يتوقف، لإنتاج أجزاء جديدة من سلاسل قديمة أو بناء سلاسل جديدة متصلة، نحتاج إلى نجاحات عالية مع قصص وأفكار أوريجينال. إذا لم تحقق هذه المحاولات من وقت لآخر عواصف في شباك التذاكر، سيظل من غير المنطقي توجيه اللوم لهوليوود على سياستها الإنتاجية. إذا تحدثنا عن بيكسار بصفة خاصة، يمكن القول إن أي نجاح متواضع لفيلم من الاثنين، سيؤدي مستقبلا إلى توغلها أكثر وأكثر في صناعة أجزاء جديدة من أفلامها القديمة، والعكس صحيح.
حتى الآن لا يوجد للأسف في 2015 عاصفة شباك تذاكر أوريجنال تعادل نجاحات أفلام مثل Interstellar - Gravity - Inception في السنوات السابقة.
اقرأ أيضا: لماذا أصبح Interstellar الأول في مصر 2014 رغم كونه العاشر عالميا؟
للأسف الشديد هذا العام شهد العكس مع تجربتين من النوع، الذي تقترب ميزانياته من 200 مليون دولار، وينتهي بإيرادات هزيلة محبطة (Jupiter Ascending - Tomorrowland). وطوق النجاة الأخير في 2015 قد يكون مع بيكسار.