التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:52 م , بتوقيت القاهرة

باتمان وسوبرمان وأول إعلان لاستثمارات بمليارات

باتمان وسوبرمان اسمان يلتقيان كثيرًا في عالم القصص المصورة (الكوميكس)، بحكم انتمائهما إلى دار نشر واحدة عريقة وهي دي سي كومكس. رغم أن الحقوق السينمائية للشخصيتين مملوكة أيضًا لشركة واحدة، وهي شركة وارنر بروس فقد تأخر اللقاء كثيرًا لأسباب يطول ذكرها.


مشروع اللقاء سينمائيًا بدأ جديا في أوائل الألفية، قبل أن تلغيه وارنر خوفا من حرق الشخصيتين في عمل واحد غير ناجح، وتتجه لصناعة أفلام مستقلة لكل شخصية. وهو ما انتهى بثلاثية  Dark Knight  الشهيرة، التي صنعها المخرج المعروف كريستوفر نولان. ومحاولتين لإعادة ميلاد شخصية سوبرمان، فشلت أولهما Superman Returns 2006  بينما نجحت الثانية Man of Steel 2013. 



على كل قد يكون للتأخير مزاياه. عشاق الشخصيتين على موعد أخيرًا مع Batman v Superman: Dawn of Justice  أو باتمان ضد سوبرمان فجر العدالة، في مارس 2016. وهو الفيلم الذي سيتضمن أيضًا شخصيات عديدة أخرى من عالم دي سي كومكس مثل وندر وومان - أكوا مان - فلاش - ليكس لوثر - شازام.. وغيرهم. 


أغلب هذه الشخصيات ستفوز أيضًا بسلاسل أفلام مستقلة لكل شخصية، إضافة إلى سلسلة سينمائية أكبر تعادل Avengers وتجمع كل الشخصيات في فريق باسم عصبة العدالة أو The Justice League. من المخطط أن نشاهد منها فيلمين مبدئيًا (2017 - 2019). واسم الفريق هو سبب العنوان التمهيدي الجانبي لفيلم باتمان وسوبرمان: فجر العدالة. 



حاليا يوجد أكثر من دستة أفلام قيد الإعداد في نفس الوقت. هدف وارنر هو بناء عالم سينمائي متكامل مترابط، يعادل عالم مارفل صاحبة سلاسل  Iron Man - Thor - Captain America -  Avengers   بإيراداتها الجبارة التصاعدية السنوات الأخيرة. وما يجعل مهمة وارنر أصعب نسبيًا، هو اضطرارها لحشد الظهور الأول لأغلب الشخصيات في فيلم واحد، على العكس من منافستها.   


كل مشروع من الأفلام السابقة تتراوح ميزانيته بين  100 - 300  مليون دولار، ومتوسط الإيرادات المنتظر في كل فيلم يتجاوز الـ 600  مليون دولار. لذا يمثل فيلم Batman v Superman  البذرة الأولى لاستثمارات ضخمة جدًا على مدار الـ 10 سنوات التالية. الفشل في البذرة الأولى، يعني تعثرًا وانطباعًا سلبيًا أوليًا لكل الأفلام التالية.


الإعلان الأول للفيلم كان من المخطط عرضه يوم الاثنين القادم، وبسبب تسريب نسخة منه تم تصويرها في أحد القاعات، قررت وارنر طرحه فورًا بشكل رسمي.



التحدي الرئيسي لصناع الفيلم ولمخرجه زاك سيندر، يتعلق بشخصية باتمان. إعادة الميلاد بعد ثلاثية بنجاح Dark Knight واستبدال نجم بوزن كريستان بيل، مهمة غير سهلة. واختيار بن أفليك للدور، لم يشهد ترحيبًا واسعًا في فضاء الإنترنت عند إعلانه.


لهذا السبب غالبًا، يركز الإعلان الأول على الشخصيتين الرئيستين فقط، تاركًا مساحة أكبر نشاهد فيها بن أفليك كـ (بروس وين - باتمان)، ونستمع إلى صوته في الشخصية. قرار ذكي لتحضيرنا لقبوله في الدور تدريجيًا، قبل عام كامل من طرح الفيلم. وردود الأفعال الأولية بخصوص الإعلان شهدت ترحيبًا أكبر بوجوده في الدور.


رغم هذا أجد هذه اللقطة تحديدا اختيارًا سيئًا جدًا، لأنها تستدعي للذاكرة لقطات مماثلة من ثلاثية كريستوفر نولان، وهي خطوة غير مطلوبة نهائيًا أثناء المشاهدة. 



اللقطات الواسعة الأخرى ممتازة، وتملك بالتأكيد سحرًا مضاعفًا على شاشات السينما، لن نتذوقه نهائيًا على الشاشات الصغيرة، لكنّه كفيل بإثارة ملايين في القاعات الشهور القادمة لحسم قرارها فورًا بمشاهدة الفيلم عند عرضه. ومع عام كامل وإعلانات أخرى، فمن المؤكد أن وارنر ستحشد الكثيرين في انتظار الفيلم. 



التصميم الجديد الأضخم جسمانيا لباتمان مفيد لشخصية سوبر هيرو في مشاهد الحركة. في المقابل غير معجب بالخوذة المعدنية والعين الزرقاء في المشهد الأخير، وأرى الشكل العام أقرب لروبوت. لكن سنترك الحكم النهائي عند مشاهدة الفيلم، لأنه من الوارد أن يكون التصميم أنسب بالفعل لشخصية باتمان الجديدة، ومتعلق بمشاهد وأحداث محددة.



بصفة عامة، وبالنظر لردود الأفعال الأولية على الإعلان (الموضوع مكتوب في الساعات الأولى)، يمكن القول أن المحطة الإعلانية الأولى لعالم وارنر ودي سي كومكس، حققت نجاحًا جيدًا. 


وبخصوص بن أفليك، فمن الضروري أن نذكر مثلا الاستقبال السلبي لاختيار دانيال كريج لدور جيمس بوند، قبل أن يصبح لاحقا في نظر العديدين، أفضل بوند على الإطلاق.


في عصر السوشيال ميديا، ومع شعبية شخصيات باتمان وسوبرمان، سنشاهد الكثير حتما الأيام القادمة بخصوص الإعلان. البعض سيسخر منه، والبعض سيوظف عناصر فيه للسخرية من أشياء أخرى. وفي الحالتين ستكسب وارنر مزيدًا من الدعاية المجانية لفيلمها، ومزيدًا من التحضير العالمي لمشاهدة بن أفليك في الدور. أترككم مع كوميكس ساخر ظهر في أول ساعة، ولا يخلو من خفة ظل واضحة، رغم أن البعض بالتأكيد سيرى فيه طابعًا عدوانيًا تجاه السيدات!



وبالمناسبة أرى العكس. وندروومان لا تبالي كثيرا بتهديد باتمان بخصوص الدماء، لأن الذكور فقط هي الجنس الضعيف الذي يعتبرها فكرة مرعبة غير معتادة!  


لمتابعة الكاتب