أطفال المخيمات وأشبال داعش.. "بأي حال عدت يا عيد؟!"
"وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ، وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ، لا تنس شعب الخيامْ، وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ، ثمّةَ مَنْ لم يجد حيّزاً للمنام"
أبيات شعرية يدعونا خلالها الشاعر الفلسطيني محمود درويش للتفكير في غيرنا من أطفال العرب المحرومين من فرحة العيد وهداياه، نتذكرهم ليس إفسادا لفرحة العيد، ولكن تضامنا معنويا لعله يخفف آلالامهم، ومع قرب حلول العيد نتذكر أطفالا حرموا من الهدايا وفرحة وجود الأحبة حولهم.
النزوح بديلا للهدايا عند أطفال العراق
يخيم الإرهاب ومشاهد القتل والتفجير التي يتعرض لها أطفال العراق علي يد تنظيم الدولة الإرهابية “داعش" ليمنعهم من استقبال العيد بالفرحة التي تغمر الأطفال في المناطق والبلدان الآمنة، وهو ما يؤثر بالسلب على الهدايا ومظاهر الفرح التي يحرم منها أطفال العراق، وهو ما يواجه بشكل خاص أطفال الموصل، الذين يمثل لهم النزوح بعيدا عن جحيم داعش وقصف قوات التحالف الهدية الوحيدة للنجاة من الموت، وهو ما يجعل العيد بينهم مجرد رحلة الي غربة جديدة تخلو من ملابس العيد وحلواه والعيدية، ليسكنوا الخيام، أو تتحول أرواحهم إلى وجبة دسمة وعيدية للإرهابيين تشبع أرواحهم السوداء عبر استهدافهم بالقتل والإعدام، وهم يمرون مع عائلاتهم هربا من المعارك.
أشبال الخلافة وهدايا السكاكين
يغتال تنظيم داعش الإرهابي فرحة البراءة في أشباله الصغار، ففي الوقت الذي يتحول الأطفال للانصراف لشراء الهدايا، واللعب بها، لا يجد أطفال داعش غير الأسلحة، لتغيير تلك الأسلحة البلاستيكية التي يهرول لشرائها الأطفال في الأعياد، لتتحول على يد قيادات التنظيم لهدايا حقيقية جاهزة لحصد مزيد من الأرواح، وتتنوع الهدايا لدى أطفال "داعش" بين منحهم السلاح، وبين إهدائهم سكاكين لذبح الرهائن، وهو ما ظهر في عدد من الأشرطة المصورة، والتي قام فيها "داعش" بإظهار قيام عدد من الأطفال في العيد بذبح الضحايا، وهم يعلقونهم كذبائح، ورغم بشاعة المظهر الذي لا يتسم مع صحيح الإسلام الذي يدعو لنشر السلام في الأعياد، إلا أن "داعش" يجد تلك المناسبات فرصة جيدة لمنح هداياه الملوثة بالدم لأشباله الصغار.
أطفال سوريا حرمان مر وسط المخيمات
لم يكن أطفال سوريا أكثر حظا ممن سبقوهم، ففي الوقت الذي ظل عدد كبير منهم قابعا تحت القصف في الأعياد، ظل آخرون في غربة مخيم "اليرموك" محرومين من فرحة العيد وهداياه، ليمر ستة أعياد على الأطفال دون فرحة، لتحتل مرارة غياب الفرحة الثمة الغالبة للأطفال، مقابل المراوي بعيدا عن الوطن، وتظهر الصور التي تتداول لعدد كبير من أطفال المخيمات السورية بالبلدان المجاورة على الحدود انعكاس الحرب على اغتيال فرحة العيد، وسط غياب الهدايا التي يفتقدها الأطفال، وهم مبعدون عن بلادهم.
أطفال مدينة مراوي بالفلبين
ثلاثة أسابيع مرت على حصار مدينة مراوي بالفلبين، من قبل داعش لتتم شهرا كاملا بحلول عيد الفطر المبارك، وسط توقعات بسقوط عدد كبير من الأطفال ضمن الضحايا في المواجهات التي تشهدها المدينة، بين أنصار داعش، والحكومة الفلبينية، ووسط هذا المعارك يسقط عدد كبير من الأطفال ضحايا إلى جانب المدنيين، لتحرير المدينة من قبضة داعش، التي تحاول جاهدة أن تحولها إلى قبلة آسيا لنقل زعامة التنظيم بعد استمرار هزائمه المتلاحقة علي يد التحالف الدولي.