محمد سيد الكونين والثقليـ           ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ            أبر في قولِ لا منه ولا نعم

هو الحبيب الذي ترجى شفاعته      لكل هولٍ من الأهوال مقتحم

الأبيات السابقة من قصيدة "البردة أو البُرأة أو الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية".. التي كتبها البوصيري لتصبح واحدة من أشهر قصائد المديح في رسول الإسلام محمد (ص) بعد قصيدة كعب بن زهير "بانت سعاد".

رجل لا يقدر على الحركة عكف على البحث في سيرة رسول الله ومدحه، في يوم كتب قصيدة في مدح المصطفى وأخذ يرددها، مستشفعًا بها إلى الله أن يشفيه من مرضه "الشلل"، حتى استغرق في النوم وزاره الرسول في منامه وكانت المعجزة، وفقًا لما حكى شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري المصري الذي وُلد في إحدى قرى بني سويف عام  1213 م، لأسرة تنتمي إلى قبيلة "صنهاجة".

حفظ البوصيري القرآن منذ طفولته، وكان من أشهر معلميه: أبو حيان أثير الدين محمد بن يوسف الغرناطي الأندلسي، وانتقل إلى القاهرة لتلقي علوم العربية والأدب.

70 دقيقة هي مدة العرض الذي يجسد فيه الفنان حمزة العيلي شخصية الإمام البوصيري في أوبريت يجمع بين الإلقاء والتمثيل والغناء، ويُعرض يوم 23 مارس داخل دار أوبرا سلطنة عمان.


ويجسد الفنان محمد لطفي دور صاحب القصر، ويشارك في الإلقاء رضا حسنين، ومحمد عصام، والفنانة داليا الدويني، والفنان ماهر محمود.


أما عن معجزة قصيدة "البردة" التي كتبها البوصيري خلال فترة مرضه –شلل نصفي- فيُحكى أنه رأى النبي محمد (ص) بينما كان نائمًا، غطاه الرسول بـ "عباءته" فلما جاء الصباح وجد البوصيري نفسه سليمًا شُفي من مرضه، وخرج من منزله ليراه الناس سليمًا.
 

ويقول البوصيري: "نظمت قصائد في مدح رسول الله (ص)، بعد أن داهمني "الفالج.. الشلل النصفي"، فكرت في عمل قصيدتي هذه "البردة" استشفعت بها إلى الله تعالى أن يعافيني، وكررت إنشادها، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي (ص) فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدتُ فيّ نهضة".

 

وعندما خرج البوصيري من منزله لم يكن هناك أحد يعلم بسر قصيدته، التقي في طريقه مجموعة من الفقراء فسأله أحدهم "أين قصيدتك التي مدحت بها رسول الله (ص)؟"، فرد سائلًا أي قصيدة تريد، فأدهشه الرجل بقوله "التي أنشأتها في أثناء مرضك" بل وذكر مطلعها.

اندهش البوصيري، وزاده دهشه حينما قال الرجل له إنه سمعها أمس بين يدي النبي وأعجبته كثيرًا، لتنشر حكاية القصيدة والرؤيا التي شفت البوصيري من مرضه.



وخلال العرض الذي يؤلفه ويخرجه الكاتب محمد حسان عاشور، يقدم الموسيقار دكتور ممدوح الجبالي أوبرا غنائية للبردة، أشهر القصائد فى مدح النبى محمد (ص) للبوصيري.

يشارك في الغناء النجوم ريهام عبد الحكيم محسن فاروق ومحمد محسن وأجفان طه والفنان محمد راضي الشريف والمنشد المحمدي والمبتهل يحيى بيهاقي حسين من تنزانيا، والفنانة سهيلة بهجت ويقود الأوركسترا الموسيقار أمير عبدالمجيد.