محمد وحيد: اهتمام الدولة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى يؤكد ريادتها الإقليمية للاقتصاد الرقمى
محمد وحيد
الأحد، 16 مايو 2021 01:33 م
قال محمد وحيد، المتخصص فى مجالات التقنية والاستثمار فى التكنولوجيا والرقمنة، إن طفرة الذكاء الاصطناعى التى يعيشها العالم منذ سنوات، تشبه الثورة الصناعية التى بدأت خلال القرن الثامن عشر باختراع الآلات البخارية، وما تحقق جراء ذلك من نمو للصناعة وقدرات العمل والإنتاج وفوائض القيمة، وقاد إلى تطور كبير وشامل فى كل المجالات، ونهضة فى المعرفة والعلوم والاجتماع والبحث العلمى، وهو السياق الذى يبدو أنه يتكرر مجددا فى الوقت الراهن بفضل تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وتطور الحوسبة والأدوات الرقمية، ومصر لا تبدو بمعزل عن تلك المسيرة المهمة، إذ تتخذ الدولة إجراءات شاملة ومتلاحقة من أجل مواكبة هذا التطور، وتحديث آليات العمل والإدارة، والاستفادة من النمو التقنى والرقمى، والحفاظ على ريادتها لتلك المجالات فى محيطها الإقليمى.
وأضاف محمد وحيد، أن اهتمام مصر بالسياق الاقتصادى المستحدث فى ضوء تطور الرقمنة وتقنيات الاتصال، لم يتوقف على تطوير البنية التحتية، وتطوير آليات الإدارة وميكنة الخدمات الحكومية، وتنفيذ خطة شاملة للتحول الرقمى والشمول المالى وتنفيذ مدن ومجتمعات سكنية وإدارية من الجيل الرابع، وإنما امتدت لتشمل الاهتمام بتقنيات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته العملية. متابعا: "تحركات الحكومة ووزارة الاتصالات تؤكد الاهتمام بتعزيز مكانة مصر عالميا فى مجال الذكاء الاصطناعى، والعمل على ترقية تعاونها إقليميا ودوليا فى المجال، عبر تنشيط برامج الشراكة والبحث والتطوير، ودعم المبادرات والاتفاقات الدولية، والانخراط فى البرامج والنقاشات وإعداد الأطر المنظمة لاستخدام تلك التقنيات وفق أبعاد تنموية وأخلاقية، ومنها التوقيع على الاتفاقيات الحاكمة لهذا الأمر".
وأكد خبير الاستثمار التكنولوجى، أن آخر التحركات المصرية الجادة والمهمة فى هذا المجال، تمثل فى المشاركة الفعالة مع منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD فى جهودها الخاصة بتنظيم وحوكمة مجالات تطوير وتوظيف واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، وذلك عبر الشراكة القوية فى صياغة وثيقة توصيات مهمة تتضمن حزمة من الأفكار والمبادئ التوجيهية الحاكمة للمجال، والداعمة لأكبر قدر من الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعى، عبر اعتماد آليات للحوكمة وبناء القدرات والتزام الشفافية والقيم الإنسانية والأخلاقية، بما يسمح بترشيد التجاوزات المحتملة والوصول إلى أفضل صيغة إيجابية وتنموية فى توظيف تلك التقنيات بالغة التطور.
وشدد "وحيد"، على أن جهود مصر فى هذا المجال المهم ممتدة ومتعددة، ومنها الانضمام للشراكة العالمية للذكاء الاصطناعى بصفة مراقب، وقيادة فريق عمل عربى ومجموعة أفريقية بغرض توحيد الأفكار والجهود فيما يخص الأنشطة المتصلة بالمجال بين الدول الأعضاء، إلى جانب فوزها بمنصب نائب رئيس فريق الخبراء الدولى التابع لمنظمة اليونسكو لإعداد أول وثيقة دولية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعى، وتنظيمها مشاورات مع أكثر من 15 دولة عربية تمهيدا لاعتماد الوثيقة، وجهودها إلى جانب الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولى للاتصالات ومنتدى العلوم والتكنولوجيا ومنتدى حوكمة الإنترنت بشأن الملف ذاته، ما يعكس اهتماما وطنيا كبيرا بالتقنية والاتصالات والذكاء الاصطناعى، وخططا عميقة وشاملة لتطوير ركائز الإدارة والاقتصاد والتحول باتجاه صيغة اقتصادية عصرية وأكثر كفاءة وسرعة وجدوى.
لا يفوتك