قيادات المستوطنين الإسرائيليين تتسبب فى تعقيد خطة ضم مستوطنات الضفة
ومن المقرر أن تناقش حكومة بنيامين نتنياهو الشهر المقبل خطة الضم التي ستعلن إسرائيل بموجبها سيادتها على 30 في المئة من الضفة الغربية تمثل المناطق التي توجد فيها معظم مستوطناتها وعددها 130 مستوطنة.
وتواجه الخطة معارضة الفلسطينيين الذين يسعون لإقامة دولة في كل الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية. وتوافق على ذلك معظم الدول الكبرى.
وتواجه الخطة أيضا مقاومة من قيادات المستوطنين الذين يعارضون دعوات ترامب من أجل قيام دولة فلسطينية مستقبلية ستضم على الأقل 15 مستوطنة يهودية.
ويرفض قياديو المستوطنين خطة ترامب على الرغم من ضمانات أمريكية لحماية تلك "الجيوب" المستقبلية والوصول إليها.
وقال حنانيل إلكايام رئيس بلدية مستوطنة إيتمار، إحدى المستوطنات الخمسة عشر الواردة في الخطة، "نتحدث عن خنق مجتمع" مشيرا إلى المستوطنة.
وحول الشكوك التي يبديها السكان في المستوطنات الأخرى، وعددها 14 مستوطنة، توقع إلكايام ألا يكونوا قادرين على الذهاب إلى أعمالهم عبر الأراضي التي ستكون في دولة فلسطينية كما لن يُسمح لهم بالبناء وسيواجهون خطر الهجوم عليهم أكثر من الآن.
وقال إلكايام "سأقول لترامب: جزيل الشكر على الخطة، جزيل الشكر على الاهتمام الكبير بالشعب اليهودي (لكننا) سنقرر مصيرنا بأنفسنا".
* إبقاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية
سيناقش المسؤولون الأمريكيون هذا الأسبوع ما إذا كانوا سيعطون إسرائيل الضوء الأخضر لخطوات الضم التي يعتبرها الفلسطينيون ودول أخرى كثيرة استيلاء غير مشروع على الأراضي.
وأقيمت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في عهود حكومات متعاقبة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. ويعيش في تلك المستوطنات الآن أكثر من 400000 إسرائيلي إلى جانب 200000 آخرين في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل أيضا خلال حرب عام 1967.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه (دايركت بول) الأسبوع الماضي أن 56.8 في المئة من المستوطنين يؤيدون خطة ترامب وهي نسبة تزيد على نسبة تأييد الإسرائيليين ككل لها.
ويقول إلكايام وقادة مستوطنين آخرين إنهم يؤيدون ضم المستوطنات شرط إلغاء خطط قيام دولة فلسطينية.
ويريد المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون النظر إليهم باعتبارهم يحافظون على باب إلى الدبلوماسية. ويشعر يوخاي دامري رئيس مجلس إقليمي يضم أربعة مستوطنات من بين المستوطنات الخمسة عشر بالقلق إزاء الطريق الذي يمكن أن يفضي إليه هذا الباب.
ويرى دامري أن قيام الدولة الفلسطينية سيكون أكثر ترجيحا إذا لقي الرئيس الأمريكي المنتمي للحزب الجمهوري الهزيمة أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني وإذا أو متى تقلد بيني جانتس شريك نتنياهو في الائتلاف الهش الحالي منصب رئيس الوزراء.
وتقول خطة ترامب إن سكان الجيوب المستقبلية يمكنهم البقاء "ما لم يختاروا غير ذلك". ويرى دامري ومستوطنون آخرون أن هناك تلميحا في ذلك إلى أنهم يجب أن يرحلوا لفتح الطريق أمام التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.