الكرملين يدافع عن قرار بوتين بمنح وسام لجاسوس بلغاري
دافع الكرملين أمس الثلاثاء، عن قرار الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين منح وسام رسمي لبلغاري متهم بالتجسس لروسيا وحذّر من "عواقب سلبية للغاية" إذا أثّر ذلك على العلاقات بين موسكو وصوفيا.
وكانت بلغاريا العضو في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي تابعة سابقا للمعسكر السوفياتي خلال الحقبة الشيوعية، وهي الآن حليف نادر لروسيا في أوروبا. وقد حافظت إلى حد كبير على روابطها التاريخية والثقافية والاقتصادية مع روسيا منذ سقوط النظام الشيوعي في عام 1989.
لكن التوترات بين صوفيا وموسكو تصاعدت في أيلول/سبتمبر الماضي عندما اتهم ممثلو الإدعاء البلغاريين، نيكولاي مالينوف الناشط الموالي لروسيا بالتجسس ومنعوا بليونيرا مصرفيا روسيا من دخول البلاد.
لكن مالينوف سافر إلى موسكو الاثنين لحضور مراسم منحه وساما رسميا في الكرملين، بثّها التلفزيون الرسمي فيما كانت تحتفل روسيا بيوم الوحدة الوطنية.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء إنّ الوسام بمثابة اعتراف "لمساهمة (مالينوف) في تطوير الصداقة والتعاون بين بلدينا". ونفى أن يكون ذلك العمل مضرا بالعلاقات بين البلدين.
وأضاف "هذا سيكون غير منطقي وله عواقب سلبية للغاية"، مضيفا أنه يأمل أن يسمح لمالينوف بمواصلة عمله.
ويقود مالينوف، وهو نائب سابق، روسوفيلي وهي أكبر منظمة غير حكومية موالية لروسيا في بلغاريا.
وهو متهم بالتعاون مع مركز أبحاث الكرملين "المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية" ومؤسسة أخرى مقرها في روسيا. وقد يواجه عقوبة تصل إلى السجن 15 سنة إذا أدين.
وتم منع ليونيد ريشيتنيكوف، رئيس المعهد الروسيّ السابق من دخول بلغاريا لمدة 10 سنوات. وقالت السلطات البلغارية إنّ مالينوف سافر بانتظام إلى روسيا لمقابلة ريشيتنيكوف "لمناقشة معلومات بعضها سري".
وفي كلمته أمام حفل الكرملين، شكر مالينوف بوتين وقال إنه يحاكم في بلغاريا لاقتراحه إنشاء "حركة روسوفيل دولية" ضمن أفكار أخرى.
وقال إن الناشطين المؤيدين لروسيا يدعمون القيم الروسية بما في ذلك مفهوم "العالم متعدد الأقطاب" و"دولة قوية"، وتابع في تصريحات نشرها الكرملين أنّ "هذه الأفكار تغيّر العالم وتغيّر العالم نحو الأفضل".
وقرر قاض بلغاري أن مالينوف يمكن أن يذهب إلى روسيا على الرغم من أنه لا يحق له السفر بينما يواجه اتهامات بالتجسس، ما دفع كبير المدعين العامين في بلغاريا للمطالبة بالتحقيق في هذا الإجراء.
وفي قضية تجسس منفصلة، طردت بلغاريا الشهر الفائت دبلوماسيا روسيا تجاهل طلبا بالمغادرة بعد تحقيق أكد أنه قام بأعمال تجسس في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي.