فرض حظر التجوال بالإكوادور بسبب احتجاجات عنيفة ضد إجراءات التقشف
أصدر لينين مورينو، رئيس الإكوادور، قرارا بفرض حظر التجول حول المبانى الحكومية أمس الثلاثاء بعد مظاهرات عنيفة تفجرت منذ ستة أيام احتجاجا على إجراءات تقشف وأجبرت الإدارة على الخروج من العاصمة كيتو ودفعت السلطات لإلقاء القبض على المئات.
واتباعا لنهج أطاح بحكومات من قبل، تدفق آلاف المتظاهرين من السكان الأصليين على شوارع العاصمة، واخترق بعضهم الطوق الأمنى ليدخلوا مبنى البرلمان لفترة قصيرة مساء الثلاثاء ملوحين بالأعلام ورافعين قبضات أيديهم وهم يهتفون "نحن الشعب".
وفى أماكن أخرى من كيتو وغيرها من المدن، رشق محتجون يغطون وجوههم بالأقنعة ويمسكون بالعصى قوات الأمن بالحجارة واشتبكوا مع القوات التى ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وأعلن مورينو حالة الطوارئ أمام أكبر تحد يواجهه خلال حكمه الذى بدأ منذ عامين ونصف العام ونقل عمليات الحكومة إلى مدينة جواياكيل الساحلية حيث الاضطرابات أقل حدة.
وفى مرسوم كتابي، أمر مورينو بتقييد التحركات فى المناطق القريبة من المبانى الحكومية والمنشآت الاستراتيجية من الثامنة مساء إلى الخامسة صباحا حفاظا على الأمن العام مع استمرار حالة الطوارئ.
وفى وقت سابق من اليوم، سعت حكومته لوساطة الأمم المتحدة أو الكنيسة الكاثوليكية لحل الأزمة. وقال مورينو "نشجع الحوار كسبيل ضرورى لإيجاد أرضية مشتركة تعطى الأولوية للمصلحة الوطنية والسلم الاجتماعي".
وتفجرت الاحتجاجات يوم الخميس الماضى عندما خفضت الحكومة دعم الوقود فى إطار حزمة إصلاحات اقتصادية يقتضيها قرض بقيمة 4.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.
وسدت جماعات من السكان الأصليين وغيرها الطرق بالإطارات المشتعلة والحجارة وفروع الأشجار. ونشرت الشرطة عربات مدرعة ومدافع مياه.
وتقول السلطات إنه تم إلقاء القبض على ما يقرب من 600 شخص منهم نائب برلمانى يؤيد الرئيس السابق رفاييل كوريا.
واتهم مورينو سلفه اليسارى كوريا الذى كان مرشده ورئيسه حينما كان مورينو نائبا للرئيس بالسعى لانقلاب بمساعدة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو.
وكان مورينو يدعم كوريا بقوة خلال فترة حكمه التى دامت عشر سنوات، لكنه اختلف معه بعدما فاز فى الانتخابات عام 2017 وخلفه فى المنصب وانتقل بالسياسات الاقتصادية صوب اليمين.
وسخر كوريا من الاتهام، وقال فى بلجيكا حيث يقيم "يا لهم من أفاقين... هم يقولون إنى أوتيت من القوة ما يجعلنى أقود الاحتجاجات بجهاز آى فون من بروكسل".
وأضاف وهو ممسك بهاتفه "لم يعد بمقدور الناس تحمل هذا. تلك هى الحقيقة"، مشيرا إلى إجراءات التقشف الاقتصادي.