في محاولة لتبرئة الإرهابي التركي جوكمان تانيس، منفذ عملية إطلاق النار في مدينة أوتريخت الهولندية الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، سخرت مخابرات أردوغان وكالة الأناضول المعروفة بأنها أحد أذرعها، لترويج رواية استباقية قبل التحقيقات بشأن مرتكب الجريمة ودوافعه.

عقب اكتشاف الأجهزة الأمنية الهولندية هوية الإرهابي منفذ الهجوم المسلح الذي استهدف وسيلة نقل، نشرت الصفحات التركية على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات فاضحة تؤكد أن فعل «جوكمان تانيس» دوافعه إرهابية نظرا لارتباطه بالجماعات المدعومة من قبل مخابرات أردوغان.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، أكدوا أن الإرهابي مواطنا تركيا ولد في مدينة يوزجات واعتنق الأفكار الجهادية المتطرفة التي تمول جماعاتها الحكومة التركية، حيث سبق انضمامه للجماعات المقاتلة في الشيشان ضد الجيش الروسي، ثم انضوى تحت راية تنظيم داعش الإرهابي إلى أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه وأطلقت سراحه.

وبمجرد انتشار شهادة المواطنين الأتراك حول شخص منفذ الحادث، وتوجيه الرأي العام المحلي والدولي أصابع الاتهام لحكومة أردوغان وأجهزتها الأمنية، بسبب دعمهم المستمر للجماعات الإرهابية وتحميلهم مسئولية ما جرى، بدأت الأذرع الإعلامية في خلق روايات جديدة ربما للتبرؤ من وجود دوافع إرهابية وراء ارتكاب الإرهابي للحادث.

وكالة الأناضول بثت تقرير صحفي عبارة عن مناورة إعلامية سياسية من قبل مخابرات أردوغان، تضمن تصريحات لأفراد أسرة الإرهابي منفذ عملية هولندا، حاولوا فيها التبرؤ من كونه إرهابيا بالإشارة إلى وجود مشاكل عائلية وراء حالته النفسية التي قادته للجريمة.

غير أن هذه الرواية الأردوغانية لن تنطلي على أحد خاصة بعد الفضائح التي تضمنتها معلومات المواطنين الأتراك حول أنشطة الإرهابي العدائية، فضلا عن تعليقه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادث مسجد نيوزيلندا.

وكانت السلطات الهولندية أعلنت، اليوم الإثنين، مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين جراء إطلاق نار في محطة نقل وسط مدينة أوتريخت، مرجحة أن الهجوم قد يكون عملية إرهابية، حيث حددت هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم وهو من مواطن تركي يدعى جوكمان تانيس ويبلغ 37 عاما من عمره.