نشر موقع نورديك مونيتور السويدي ، وثائق سرية فضحت استخدام حكومة العدالة والتنمية فى تركيا سفارتها في العاصمة النيجيرية أبوجا للتجسس على معارضيها وجمع معلومات عنهم للمساعدة في تلفيق دعاوى جنائية مزيفة ضدهم.

وأكدت الوثائق، أن السفارة التركية في أبوجا جمعت معلومات عن المعارضين ذوي الأصول التركية والمؤسسات النيجيرية المرتبطة بهم،  وأرسلتها  إلى وزارة الخارجية في أنقرة، واستخدمت لاحقًا في إصدار لائحة اتهام جنائية ضد المعارضين بتهم مُختلقة، منعوا بمقتضاها من الدخول إلى البلاد، وتم حرمانهم من الخدمات القنصلية.

ووفقا للوثائق، فإن السفارة التركية تجسست على أفضل شبكات المدارس في البلاد، إلى جانب مستشفى كبير وجمعية لرجال الأعمال النيجيريين والأتراك.

وجاءت على رأس قائمة التجسس ، منظمة تيوليب إنترناشيونال كوليدجز النيجيرية، إحدى أفضل شبكات المدارس أداءً في البلاد، ونالت العديد من الجوائز في المسابقات العلمية الدولية.

يشار إلى تيوليب إنترناشيونال تعمل في نيجيريا منذ سبتمبر 1998، وتمتلك شبكة تعليمية تتكون من 16 مؤسسة تقع في مدن أبوجا وكانو ولاغوس وكادونا ويوبي وأوجون.

ويأتى عدد موظفي تيوليب إنترناشيونال يصل إلى أكثر من 1000 موظف، فيما يبلغ عدد الطلاب أكثر من 4000 طالب، وتم إعلانها أفضل المدارس في البلاد من قبل المركز الوطني للرياضيات ووزارة التربية والتعليم في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وأشارت الوثائق إلى أن من بين المؤسسات الأخرى التي تجسس عليها الدبلوماسيون الأتراك جامعة النيل في نيجيريا، والتي أُسست على أيدي الأفراد المحسنين الذين كانوا على صلة بمدارس تيوليب إنترناشيونال كوليدجز.

والجامعة تمتلك كليات في الهندسة والإدارة والقانون والعلوم الطبيعية والتطبيقية والصحة والفن والعلوم الاجتماعية، فيما تدير مجموعة سورات الأولى First Surat Group المؤسستين التعليمية والصحية، والتي تجسست عليها السفارة التركية أيضًا.

وكشفت الوثائق، عن أن مذكرة السفارة التركية إلى أنقرة شملت معلومات استخباراتية عن مستشفى نظامي Nizamiye، وهو مرفق طبي متطور ومقره أبوجا يمتلك فريقًا طبيًا متمرسًا، من بينهم أبرز الجرّاحين في مجالاتهم، مع التركيز على جراحات القلب.

والمستشفى يحظى بشعبية بين السكان المحليين وبدعم حكومة البلاد،  حيث زارها وزير الصحة الدكتور أوساجى اهنير في مارس 2017، ووقّع اتفاقية لتوسيع التعاون في مجال الرعاية الصحية.

وأكد الوثائق، أن الدبلوماسيون الأتراك وفق مذكرات السفارة التركية استهدفوا "جمعية رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك والنيجريين"، فيما تطرقت السفارة  إلى جهود الجمعية لتطوير العلاقات التجارية بين تركيا ونيجيريا من خلال تنظيم رحلات لرجال الأعمال كما لو أنها تعتبر عملا إجراميًا.

أدرجت السفارة البنوك التي عملت معها الجمعية، وتجسست على مدرائها ورصدت أرقام هواتفهم، وأبلغت أنقرة بأن الجمعية نظّمت رحلة عمل في نوفمبر 2016 لتطوير العلاقات التجارية بين نيجيريا والدول الأوروبية، من بينها النمسا وبولندا والمجر وسلوفاكيا.

الجمعية قلصت عملياتها بعدما استهدفت تحقيقات جنائية تعسفية شركاء تجاريين في تركيا، واحتُجز بعضهم بشكل غير قانوني بتهم مشكوك فيها.

يذكر أن صحيفة "دي تسايت" كشفت عن تورط مسؤولين في قنصليات وسفارات تركية في أعمال استخباراتية، على معارضي نظام العدالة والتنمية، في 92 دولة أجنبية، كجزء من أنشطة التجسس.