التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 08:42 ص , بتوقيت القاهرة

تسريب يفضح مؤامرة أردوغان لتدمير سوريا.. والمحكمة تؤكد الفضيحة

أردوغان
أردوغان

منذ اندلاع الأزمة السورية فى 2011، والاتهامات تلاحق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بأنه وراء اشتعال الحرب من أجل تدمير الدولة العربية الكبيرة وخلق مناطق نفوذ له داخلها، حتى يتسنى له الاستفادة المادية من الثروات السورية، ودائمًا كان يخرج الجانب نافيًا وساخرًا من كل هذه الروايات مؤكدًا أن هذا الحديث مجرد ادعاءات.

ولكن جاءت الرياح بما لا يشتهى الديكتاتور العثمانى، فعلى مواقع التواصل الاجتماعى انتشر تسجيلًا صوتيا لاجتماع داخل وزارة الخارجية التركية عقد فى عام 2013، يناقش كيفية إيجاد مبرر لإرسال قوات تركية إلى سوريا، والحديث يظهر بوضوح مؤامرة أردوغان القذرة لتدمير سوريا.

وبعد أن نفى المسئولين الأتراك التسريب بشدة لدرجة دفعتهم إلى حظر موقع "يوتيوب" بعد نشره، عادت المحكمة العليا التركية لتقر صحته،  حيث أكد موقع "Nordic Monitor"، التابع لمركز ستوكهولم للحريات، الاربعاء الماضي أن: القضاء التركي أكد بالصدفة صحة تسجيل صوتي مسرب تحدث فيه مسؤولون أتراك عن إمكانية تدخل عسكري في سوريا بذريعة مفبركة، فقد قالت محكمة الجنايات العليا الـ4 بأنقرة فى نص قرارها الصادر يوم 16 يناير 2019، أن وزارة الخارجية استضافت اجتماعا سريا للغاية، وتم تسجيل الحديث في الاجتماع بطريقة غير شرعية لأسباب تجسس سياسي وعسكري، وجرى نشر التسجيلات إلكترونيا، وفتحت النيابة العامة فى أنقرة قضية تجسس يوم 27 مارس 2014 في إطار ملف تحقيق حمل رقم 2014/47602، إلا أنه أصدر اتهاماته فى عام 2016، فيما اتخذت المحكمة قرارها فى 2017 لكنها أجلت الإعلان عنه حتى يناير 2019.

وفى التسجيل المسرب الذى يعود تاريخه إلى 13 مارس 2013، تسمع أصوات وزير الخارجية السابق، أحمد داود أوغلو، ووكيل وزارته فريدون سينيرلي أوغلو، ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان، ونائب رئيس هيئة الأركان الجنرال يشار جولر، ويرصد تفاصيل الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية التركية، ووصف الاجتماع بأنه "سري للغاية" وأن ما ورد فيه يعتبر "أسرار دولة"، وناقش فيه المشاركون سبل "خلق" ذريعة تتيح لتركيا التدخل عسكريا في سوريا.

وفى التسجيل يقول داوود أوغلو فى الاجتماع: "رئيس الوزراء أردوغان أكد أن حماية قبر سليمان شاه، جد مؤسسة الدولة العثمانية، عثمان الأول، يجب اعتباره فرصة في هذه المرحلة"، وعندما سأل فيدان عن سبب إصرار المسئولين الآخرين على قضية الهجوم على القبر، قال داوود أوغلو إن الذريعة للتدخل فى سوريا يجب أن تكون مقبولة للمجتمع الدولي، مضيفا: "دون ذريعة قوية لا يمكننا أن نخبر وزير الخارجية الأمريكى (جون) كيرى أننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية".

ورد فيدان بالقول: "إذا لزم الأمر، سأرسل 4 رجال إلى سوريا، ثم سأطلب منهم إطلاق 8 قذائف هاون على الجانب التركي من الحدود، وخلق بالتالي ذريعة للحرب، كما يمكننا أيضا دفعهم لمهاجمة قبر سليمان شاه".

سينيرلي أوغلو، نائب وزير الخارجية التركي ومندوب البلاد حاليا لدى الأمم المتحدة، أشار بدوره إلى أن الأمن القومي التركي تحول إلى مادة رخيصة للاستهلاك السياسي الداخلي، فيما حذر الجنرال غولر: "ما نعتزم القيام به سبب مباشر لحرب".