عندما تمتزج الرجولة مع الطفولة، هنا تكمن طبيعة المجتمع المصري والظروف التي جعلت الأطفال تخرج من بيتها ليس للذهاب إلى المدرسة ولكن للعمل من أجل لقمة العيش والإنفاق على الأسرة، فإذا كنت من سكان الجيزة وضواحيها أو كنت طالب تذهب إلى جامعة القاهرة فلاشك أنك صادفت ذلك الطفل الذي يدعى "معاذ" البالغ من العمر 11 عام والذي يجلس على سلالم مترو جامعة القاهرة ليبيع رسوماته الفنية.

"معاذ" في الصف السادس الابتدائي ويعرف باسم "رسام المترو"، يجلس بجانب جدته بائعة المناديل التي يعيش معها في مسكن واحد بعدما انفصل والديه عقب عام من ولادته، يجلس وبيده قلم وورق أبيض يرسم من خياله لكي يبيع الرسومات وينفق على جدته وأخواته، ويقول "أول رسوماتي كانت لجدتي رسمتها على علبة أحذية فارغة وهي تجلس بجواري لبيع المناديل، وبعدها بدأت ارسم وابيع الرسومات لكي انفق علي أسرتي ودخلت جمعية بـ 10 جنيه في اليوم لأجهز أختي"

يستكمل معاذ: "ببيع الرسمة الواحدة بـ 15 جنيه" وفي ناس كتير بتعجبها رسوماتي وبتساعدني بالأدوات والألوان، أنا بحب الرسم ونفسي ابقي رسام كبير ومشهور وأدخل كلية فنون جميلة".