التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:57 م , بتوقيت القاهرة

أولياء الأمور والتنسيق والإعلام.. أسباب انتحار طلاب الثانوية العامة

حالات انتحار عديدة، نشرتها وسائل الاعلام المختلفة، بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، بعد أن فشل ابطال تلك الحالات في الحصول على مجموع يؤهلهم لكليات القمة أو رسوب البعض في بعبع الثانوية العامة، ولم تكن هذه الحالات الوحيدة التي انهت حياتها قبل ان تبدا بسبب ضغوط وهم الثانوية العامة، وهناك نماذج عديدة انتحرت اثناء الامتحانات.


فعقب امتحان مادة الفيزياء، قامت الطالبة هبة علي عبدالعليم، 18 عامًا، بمدرسة الثانوية الجديدة بإلقاء نفسها ببحر شبين الكوم من أعلى كوبري المشاة، وكان شهود عيان اكدوا أن هبه بعد امتحان مادة الفيزياء كانت حالته النفسية سيئة للغاية وانتابتها حالة بكاء هيستيري، وتركها للأسئلة دون حل، وانها  كانت تسعي للالتحاق بإحدى كليات القمة.


لم تكن هند الحالة الوحيدة، فكانت اسرة محمد تحلم بأن يلتحق ابنها بكلية الصيدلة، كانت تلقبه بدكتور محمد، والد محمد يكافح ويعمل ليل نهار، كي يدفع مصاريف الدروس الخصوصية، والمراجعات النهائية لابنهكي يتفوق ويصبح الطبيب.


امتحانات ثانوية عامة


كان محمد الطالب بالثانوية العامة، بمدرسة أحمد لطفي السيد بالهرم يدرك حجم الضغوط والتضحيات التي تقدمها أسرته، أملاً في تحقيق حلمها بأن يلتحق ابنها بكلية الصيدلة، لم يوفر جهدًا في المذاكرة، وسعى لتحقيق حلم أسرته بكل طاقته، لكن كانت مادة الكيمياء عقدته، يشعر بالعجز وهو يحاول فهمها، لم يفلح الدرس الخصوصي الذي جنيهًا في حل هذه العقدة، كان يتمنى أن تلغي هذه المادة من المنهج.


عاد من امتحان الجبر وهو مهموم، فظنت والدته أن الامتحان كان صعبا، ولكنه قال إنه أجاب على جميع الأسئلة، ولن يفقد سوى درجتين، إلا أنه أبدى تخوفه من امتحان الكيمياء، وأشار إلى أنه يتمنى ألا يذهب لهذا الامتحان، دخل محمد إلى غرفته وأمامه شبح مادة الكيمياء يطارده، جهزت والدته الغداء.


ونادت "محمد" لكنه لم يرد، أسرعت إلى غرفته التي ينام فيها فتحت الباب أطلقت صراخا زلزلت به الأرض والسماء، فقدت وعيها حين وقعت عينيها على فلذة كبدها وهو معلق فى سقف الحجرة بعد أن شنق نفسه انتحر محمد لأنه خاف من مواجهة البعبع، انتحر هربا من امتحان الكيمياء، وخوفًا من الفشل في تحقيق حلم والديه.


اكتئاب - أرشيفية


وحول تحليل هذه الظاهرة، قالت الدكتورة سلوى عبدالباقي، أستاذة علم النفس الاجتماع بجامعة حلوان، إن الأسرة هي السبب في أن يلجأ الطالب إلى الانتحار، بسبب الافكار الخاطئة لدى معظم الاسر المصرية، وتحميل الطالب أكثر من طاقته.


وأشارت عبدالباقي إلى أن واضعي الامتحانات ليس لهم ذنب، لأن الامتحانات تأتي في إطار الطالب المتوسط، مؤكدة أن ليس من المعقول وضع الامتحانات بطريقة سهلة لتفادي محاولات انتحار الطلاب.


وأضافت: أن الطالب ضحية لمجتمع كل أفكاره ومفاهيمه عن التعليم خاطئة بدليل أشخاص كثيرة ونماذج متعددة ناجحة للغاية رغم عدم حصولهم من الأساس على مؤهلات جامعية وناشدت الأسر المصرية أن يتقبلوا نتائج أبنائهم دون غضب أو عنف.


الدكتور عادل هشام، أستاذ الإعلام المرئي والخبير التربوي، أكد أن السبب فيما يحدث هي الوزارة والمناهج وان  المراقبين في الامتحانات عليهم دور كبير فيما يحدث، فهم يسببون ضغط نفسي كبير على الطلاب في إرهاب الطلاب، إن لم يكن بالقول يحدث بالنظرات ويبقي الطالب محاصر من جميع الجهات من الأسرة ومن الوزارة ومن المراقبين.


واضاف هشام بعض النصائح للأسرة من أجل التعامل مع تلك المرحلة وعدم الضغط على الطالب لكي لا يلجأ الي الانتحار أو غيره، فبمجرد عودة الطالب من الامتحان نسيان الأسرة ما مضى سواء كان اخفاق أو تميز، ومساعدته على التركيز فيما يتبقى له من امتحانات والتركيز في المواد التالية، ثم الطمأنينة بمعنى التخفيف عنه وتشجيعه بالكلمات بحسه على الاجتهاد في المواد المقبلة، وأن ضغط الأب والأم في هذه الفترة يأتي بنتيجة عكسية من توتر ونسيان وغيره.


وأخيرًا يجب تهيئة الجو المناسب للطالب، من حيث الحرص عل الراحة النفسية والتغذية ،وبث الثقة في النفس لدى الأبناء.