التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:43 م , بتوقيت القاهرة

بعد قراره بإلغاء القمة.. كيف يخدم ترامب مصالح بكين؟

يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإلغاء القمة المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، كان مخيبا للأمال بالنسبة لبعض الحلفاء في آسيا، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلا أنه يصب في مصلحة الصين، حيث يضعها في أقوى موقف لها على الإطلاق.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محللين إستراتيجيين في الصين والولايات المتحدة، أن الرئيس الصينى شي جين بينج يبدو قلقا إلى حد كبير جراء التقارب بين الكوري الشمالي والولايات المتحدة، خاصة وأن كيم كانت لديه رغبة سابقة في كبح سلطة الصين على بلاده.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن تأخير الاجتماع قد يفيد الرئيس الصيني بطريقة أخرى، حيث يسمح له باستخدام نفوذ بلاده مع كوريا الشمالية بينما تتفاوض الصين على صفقات تجارية مع واشنطن، فيما يعزز إلغاء الاجتماع موقف شي بما يسمح له باستخدام نفوذه مع كوريا الشمالية بما في ذلك قدرته على قوة أو إضعاف تطبيق العقوبات الاقتصادية ضدها كوسيلة ضغط فى عمليات التفاوض.

ويبدو أن موجة الغضب الأخيرة القاسية من كوريا الشمالية التي تهدد بالانسحاب من الاجتماع قد فاجأت ترامب، وجعلته يشعر بالاستياء والإحباط، حيث أشار ترامب في حوار لمناقشة الإستراتيجية تجاه الشمال إلى أن كوريا الشمالية غيرت نبرتها تجاه الولايات المتحدة بعد اجتماع مفاجئ بين كيم و شي في مدينة داليان الساحلية الصينية منذ أسبوعين.

 وزعم ترامب، أن الرئيس الصيني قد أثر على قرار كيم الأصغر والأقل خبرة في اتخاذ موقف أكثر تشددًا، ربما لتعزيز يد الصين في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة، حيث قال "كان هناك موقف مختلف من جانب الكوريين الشماليين بعد ذلك الاجتماع، لا أستطيع أن أقول إنني سعيد بذلك."

وقال المحللون أن ترامب كان يسيىء قراءة الموقف، وأن الموقف الأكثر صرامة من كوريا الشمالية ربما ينبع أكثر من المخاوف الداخلية بشأن بقائها ، أكثر من اهتمامها بتدخل من جانب الرئيس الصينى شي، ما  أظهر التشويش والإشارة إلى مدى تعقيد الموقف، فى ظل تدخل أطراف متعددة  حول محادثات “السلم النووى” المنشود.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن قرار ترامب من شأنه كبح مفاوضات نزع السلاح التي كانت تسير قُدمًا بسرعة غير مسبوقة، بدلاً من الاجتماع مع كيم، وتعهد ترامب بأن “عقوباتنا القوية للغاية، هي الأقوى في التاريخ إلى حد بعيد، وأكد أن حملة الضغط القصوى ستستمر”.

لكن تطبيق هذا الضغط يعتمد في جزء كبير منه على تعاون الصين، والذي قد يكون قادرًا حتى الآن على استخدام أي تأخير في المفاوضات مع كوريا الشمالية لصالحها في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة.

كما رأت الصحيفة الأمريكية أنه من غير الواضح كيف سيؤثر انسحاب ترامب من الاجتماع مع كيم على السياسات الداخلية للنظام الكوري الشمالي، إذا كان كيم يشعر بأنه مضطر إلى استئناف اختبارات الأسلحة وحمله لإثبات أنه قادر على ضرب الولايات المتحدة برأس حربي نووي، فإن المنطقة ستكون على حافة الهاوية مرة أخرى، ولكن إذا امتنع كيم عن الحصول على ما يكفي من النوايا الحسنة بين جيرانه، وخاصة الصين، الشريك التجاري الرئيسي لبلاده، ليرى بعض تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلده المعزول، دون الاتفاق على التخلي عن ترسانته النووية.

ويعتمد الكثير بالطبع على رد كوريا الشمالية على قرار ترامب بالانسحاب من المحادثات، بعد عام من إطلاق الصواريخ واختبار نووي سادس، حيث وضع كيم فجأة أمته على طريق السلام بتعليق تجارب الأسلحة، وإطلاق سراح السجناء الأمريكيين، وقبل ساعات من قرار ترامب، وتدمير موقع التجارب النووية.

وفيما يبدو أن ترامب يشك في أن الرئيس الصينى شي كان له علاقة مع اتخاذ كوريا الشمالية لخط أكثر تشددًا ضد التخلي عن أسلحتها النووية في الأيام الأخيرة، حيث أشارترامب في رسالته إلى كيم الذي أرجع فيها إلغاء اجتماع القمة، إلى الغضب الهائل والعداء المفتوح الذي ظهر في آخر تصريح لكيم.