بعد التهديدات الصينية.. هل تفي أمريكا بالتزامها بحماية تايوان؟
يبدو أن واشنطن قد تواجه اختبارا قريبا حول التزامها بحماية تايوان جراء أي هجوم محتمل قد يستهدفها من قبل الصين، وهو الالتزام المنصوص عليه في قانون العلاقات مع تايوان والذي صدر في عام 1979، وذلك في إطار رغبة الصين في إعادة تايوان تحت سيطرتها، والتدريبات العسكرية التي قامت بها لجان المقاومة الشعبية الصينية بالقرب من الحدود، وهو ما أثار قلقا كبيرا.
لم تتوقف التهديدات الصينية لتايوان على ذلك ولكنها أطلقت تهديدات مباشرة مؤخرا، حيث حذرت صراحة بقولها أنها قد ترسل طائراتها المقاتلة لمراقبة جزيرة تايوان، قائلة إنه لا يوجد لدى تايبيه ما تفعله حيال ذلك، في تصعيد مقلق في الصراع بين البلدين.
يقول موقع "أمريكان كونسيرفاتيف" إن استراتيجية الصين تجاه تايوان كانت تحمل شقين، الأول دبلوماسي يقوم على زيادة عزلة تايبيه الدولية، حيث مارست بكين طيلة عقود طويلة سياسات كانت تهدف للضغط على كافة دول العالم لعدم الاعتراف باستقلال تايوان، بينما الشق الثاني كان عسكريا، حيث تقوم الصين بالتلويح بين الحين والآخر بالتحرك العسكري.
إلا أن فترة الرئيس التايواني ما بينج جيو، بين عامي 2008 و2016، كانت الأفضل على الإطلاق في العلاقات بين البلدين، حيث شهدت العلاقات احتراما متبادلا، بينما توسعت العلاقات الاقتصادية بصورة كبيرة، ولكن الأمر لم يستمر مع صعود التيار التقدمي الديمقراطي الداعم للاستقلال إلى سدة السلطة في تايوان في يناير 2016، حيث عادت بكين إلى سياساتها من جديد بهدف فرض مزيد من العزلة الدبلوماسية على تايوان.
إلا أن الأمر اتخذ منحى جديدا مؤخرا، في ظل التدريبات العسكرية التي أجرتها لجان المقاومة الشعبية في مضيق تايوان خلال عام 2017 والتي تمثل دليلا دامغا على نية التصعيد. واستمرت المناورات الخطيرة التي قامت بها لجان المقاومة الشعبية خلال هذا العام، حيث امتدت لأول مرة منذ عقود بالقرب من جزر كينمن الصغيرة وماتسو.
وهنا يبقى التساؤل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة لديها النية للوفاء بالتزاماتها تجاه تايوان خاصة إذا ما نالها أي تهديد عسكري خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يتزامن مع صراع تجاري ودبلوماسي بين أمريكا والصين في العديد من القضايا الأخرى.
لعل تايوان لا تعول كثيرا على الولايات المتحدة، في دعمها عسكريا، وإن كانت مازالت تسعى للحصول على دعمها بطريقة أخرى، حيث أعلنت عن مبادرة تقوم على انشاء دفاع وطني قوي يقوم على انتاج المقاتلات النفاثو والغواصات، كما أنها تضغط على الولايات المتحدة للموافقة على مبيعات أسلحة الخطوط الأمامية ، وأبرزها المقاتلة من طراز F-35.
يقول الكاتب الأمريكي، جون مولر، في مقال منشور له بموقع "أمريكان كونسيرفاتيف" إن الاقتراح التايواني ربما يحظى بقبول أمريكي خاصة وأن الجزيرة تسعى للدفاع عن نفسها كما أنها من شأنها تخفيف الالتزام الأمريكي بالدفاع عنها في المرحلة المقبلة، خاصة وأنه في حالة تعرضها لأي هجوم ربما تفشل الولايات المتحدة في الالتزام بتعهداتها.