"القوات الأجنبية يجب أن تخرج من سوريا" .. تصريح خرجت به روسيا على لسان ألكسندر لافرينتيف مبعوث بوتين لسوريا.. لكن ما هو المقصود من هذا التصريح خاصة وأن روسيا نفسها لديها قوات على الأراضي السورية.

 

بحسب موقع "سبوتنيك" فإن لافرينتيف قال: "الحديث يجري عن جميع الوحدات العسكرية الأجنبية المتواجدة في سوريا بما في ذلك الأمريكان والأتراك وحزب الله، وبالطبع الإيرانيين".

 

هذا التصريح جاء بعد يوم واحد من تصريح بوتين بأنه "بعد نجاحات الجيش السوري في مواجهة الإرهاب وبدء العملية السياسية في البلاد، لا بد من إخراج القوات الأجنبية من سوريا".

 

روسيا تتخلى عن إيران

 

صحيفة هأرتس الإسرائيلية كانت نشرت تقريرا وقت الغارات الإسرائيلية على سوريا وقالت فيه إنه على الرغم من أن الغارات تستهدف القوات الإيرانية إلا أنها تضع روسيا في موقف صعب.. موسكو من جهة تريد الحفاظ على علاقتها القوية بإسرائيل ومن جهة أخرى هي حليف لإيران والحكومة السورية في الحرب الممتدة من 2011.

 

ولكن إيران التي تصر ليس فقط على نفوذ سياسي في سوريا تعمل أيضا على تجهيز بقاء دائم لها في البلاد من خلال إنشاء قواعد عسكرية ومنصات صاروخية.. وهي أول هدف ضربته الطائرات الإسرائيلية.

 

موسكو أيضا لها نفوذها في سوريا وهناك خلاف صعد على السطح بين البلدين في أواخر 2017 وهو أن روسيا تريد تقريب وجهات النظر بين دمشق والأكراد بينما طهران تريدها مواجهة عسكرية تمنع أي قوة للأكراد بسوريا حتى لا يكون هناك إقليم كردستان جديد مثل العراق.

 

والآن، وبعد الغارات الإسرائيلية وتبادل الإطلاق الصاروخي بين إيران وإسرائيل فوق سوريا، فإن موسكو في موقف يسمح لها بإزاحة إيران مقابل الاحتفاظ بنفوذها ومكاسبها في الحرب لأن استهداف قوات مؤيدة لبشار الأسد حتى ولو لم تكن روسية فإنه يحرج روسيا بصورة أخرى، وتسعى بدورها لمواصلة إمساك العصا من المنتصف بين إيران وإسرائيل.