مهاتيـر محمد.. الحاجة إلى المُعارضة
تجمع الشعب الماليزي أمام شاشات التلفاز لمشاهدة نتائج الانتخابات التي يترشح فيها مهاتير محمد ضد حزبه القديم "الحزب الوطني" ، وخاض مهاتير محمد الانتخابات من خلال تحالف الأمل ليحقق انتصارا تاريخيا على حزبه السابق. رجل تعدى التسعين من عمره يفوز بالانتخابات من أجل قيادة ماليزيا في تلك المرحلة الحرجة، يعتبر مهاتير هو الرجل الذي وضع أسس الاقتصاد في ماليزيا، وكان أساس من أسس نهضة دولة ماليزيا حيث شهدت نموًا اقتصاديًا وكما قام بخصخصة المؤسسات التابعة للحكومة التابعة مما زاد من دخل الدولة وساهم في تحسين ظروف العمل للموظفين.
لطالما كانت المعرفة في غاية الأهمية، بالطبع. فإنَّ المصريين القُدماء لم يرفعوا حجارة الأهرام باعتمادهم على الطلاسم، ولم تتدفق المياه عبر قنوات الري في حضارة السِّند العظيمة تَبَعًا لقوانين الجهل، لقد كانت المعرفة دائمًا هي القوة والثروة . وتلك العبارة من أشهر عبارات مهاتير محمد التي بني عليها فترة حكمه السابقة، فحكمه مبني على المعرفة. وقد حكم مهاتير محمد من أوائل الثمانينات وحتى بداية الالفينات، وساعد في تحويل ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية. كما علينا إدراك أن ماليزيا مازالت تحتفظ بالنظام الملكي و لكنها ملكية أسميه لا تتدخل في شئون الحكم.
اعتزل مهاتير محمد الحياة السياسية منذ عام 2003، لكنه قرر خوض الانتخابات الأخيرة من أجل أنقاذ ما حققه، ليفوز ضمن تحالف جبهة الامل ويعلن تشكيل الوزارة مرة أخرى.
وقال مهاتير محمد عقب فوزه في الانتخابات إننا المعارضة و نحتاج الى تشكيل الحكومة الآن، حيث يرى أنه عاد الى السياسة لتخليص البلاد من مستويات فساد غير مسبوقة، وشعر أن من واجبه أن يتصدى للفساد الذي انتشر في ماليزيا، كما أنه سيحاول إصدار عفو عن انور ابراهيم زعيم المعارضة .
وكانت بداية قراراته إلغاء الضرائب على السلع والخدمات حيث تعهد بذلك في فترة الحملة الانتخابية، وصرحت وزارة المالية ، أنها ستُلغي الضريبة على السلع والخدمات التي تبلغ 6% بداية من مطلع الشهر القادم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها فقط ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع