كيف ساهم الاتحاد السوفيتي والأزهر في إجهاض حلم نور الشريف؟
كتب: معتمد عبد الغني
السبت، 28 أبريل 2018 03:56 م
عند استضافة نجوم الوسط الفني، هناك سؤال شبه ثابت يكتبه معد البرنامج في سكربت الحلقة: "ما هو الدور الذي تتمنى تقديمه في السينما أو التلفزيون؟"، تأتي الردود في منطقة تجسيد شخصية تاريخية شهيرة، وأحيانًا يفصح البعض عن رمز ديني يُشترط موافقة الأزهر الشريف على ظهوره، مثل الفنان نبيل الحلفاوي، الذي كانت أحلامه أن يجسد شخصية عمر بن الخطاب، وكذلك عبد الله غيث في "الحسين ثائرًا".
أما الفنان الراحل نور الشريف، كان من المبدعين المهتمين بالقضايا الثقافية وقراءة التاريخ، ويسعى لتجسيد شخصيات تاريخية قرأ عنها في رحلة اطلاعه المستمر، وكان يدون ملاحظاته في كراس خاص ليستعيدها عند تجسيد الدور، مثل السلطان المملوكي الظاهر بيبرس، الذي كان على وشك ظهوره سينمائيًا في بداية التسعينات.
في يونيه 1988، بدأت الصحف المصرية تكتب أخبارًا عن رحلة سينمائية لنور الشريف لمدة ستة أشهر، بين الاتحاد السوفيتي، وتركيا، والهند، ومصر، لتصوير فيلم بتكلفة 6 ملايين دولار، بإنتاج مشترك بين الاتحاد السوفيتي ومصر، ومن إخراج الروسي "بولات منصوروف".
كان مقدرًا أن يكون مشروع فيلم "بيبرس" مثل فيلم الرسالة لمصطفى العقاد، يقدم بنسخة عربية والثانية باللغة الروسية، وبدأ نور الشريف يحضر للشخصية، والتي تمسك بتجسيدها رغم اختياره في البداية لدور السلطان قطز، لكنه استطاع إقناع المخرج في تجربة الأداء بتقديم شخصية الظاهر بيبرس.
بدأ تصوير الفيلم في أكتوبر من نفس العام، في مدن بخارى وسمرقند، وعاصمة كازخستان، ثم منغوليا، ونشرت صورة لنور الشريف مرتديًا بذلة عسكرية تزن عشرات الكيلوجرامات، كل شيء كان مجهزًا للانتهاء من التصوير وفق مخطط زمني محدد، لكن فجأة رفض رجال الدين في الأزهر الشريف سيناريو الفيلم، خاصة مشهد لنور الشريف راكبًا حصانًا ويسير على قبور المسلمين، بدوره قال نور الشريف مندهشًا: "نحن أحياء نمشى على أموات منذ بدء الخليقة".
بعد أشهر قليلة من بداية هذا الفيلم، بدأ الاتحاد السوفيتي في التفكك، وانتشرت الحركات القومية بعد تغير النظام البولندي في الجمهوريات المشتركة، وفي عام 1991 أعلنت نهاية الاتحاد السوفيتي، ما ساهم في وضع كلمة النهاية لمشروع الظاهر بيبرس، حلم نور الشريف الذي كاد أن يتحول لحقيقة.
إلى جانب بيبرس كان يرغب نور الشريف، في إعادة تجسيد دور عبد الله غيث في مسرحية "الحسين ثائرًا"، لكن الرقابة الدينية كانت حائلًا أمام هذا الحلم، وقال إذا وافقت الجهات الرقابية على تقديم شخصية الحسين سوف يعتزل التمثيل بعدها.
وتعتبر شخصية الخليفة عمر بن عبد العزيز، أهم ما قدمه نور الشريف في مشواره مع الشخصيات التاريخية، اللافت أنه قدمها قبل المسلسل، عندما كان في المسرح المدرسي، ولعب بطولة مسرحية '"عمر بن عبدالعزيز'' التي كانت مقررة على طلاب المرحلة الإعدادية، وعن تلك الشخصية قال: "تأثرت بهذه الشخصية وأصبحت أكثر هدوء وسماحة مع أخطاء الآخرين وأكثر إيمانا بأهمية التركيز على العدل في الإسلام".
وعندما قدم نور دور عمرو بن العاص، في مسلسل رجل الأقدار عام 2002، وجد هجومًا كبيرًا في الصحف على هذا العمل، خاصة أن الحلقات الأخيرة دخلت منطقة محرمة في التاريخ الإسلامي، وهو دور بن العاص في التحكيم بين أتباع علي بن أبي طالب، وأتباع معاوية بن أبي سفيان.
لا يفوتك