لأول مرة.. المغتربون اللبنانيون يواجهون اختبار التصويت بالخارج
انطلقت اليوم الجمعة الانتخابات اللبنانية في الخارج، وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، حيث أقبل حوالي ثمانين ألف لبناني في 39 دولة على تسجيل أسمائهم للمشاركة في الانتخابات أغلبهم في أستراليا وفرنسا، وهو الأمر الذي تراه السلطات اللبنانية بمثابة إنجاز هام يحسب لهم بفضل تمرير قانون الانتخابات الجديد.
الانتخابات اللبنانية التي انطلقت اليوم اقتصرت على عدة دول فقط في منطقة الشرق الأوسط، من بينها مصر والسعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان، في حين ستكون المرحلة الثانية من التصويت بالخارج يوم الأحد القادم، قبل أسبوع من انطلاق الانتخابات البرلمانية في الداخل اللبناني.
مخاوف وشكوك
من جانبها، أشادت وزارة الخارجية اللبنانية بأعداد اللبنانيين القاطنين بالخارج والذين حرصوا على تسجيل أسماءهم في السفارات، للمشاركة في العملية الانتخابية، معتبرة إياه أنه رقم كبير إذا ما نظرنا إلى أن مسألة إشراك المواطنين في الخارج في العملية الانتخابية يحدث للمرة الأولى.
إلا أنه بالرغم من ذلك، تبقى هناك بعض المخاوف جراء عدم المشاركة الكبيرة في ضوء بعض الشكوك حول جدية الحدث الانتخابي، حيث ما زال يرى قطاع كبير من المواطنين أن الانتخابات لن تأتي بالجديد، حيث ستبقى المجموعة الحاكمة على كراسيها، بالإضافة إلى عدم قيام الحكومة بالترويج للحدث الانتخابي بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
ميزة للمسيحيين
وتشكل مشاركة اللبنانيين في الخارج مطلباً رئيسياً للزعماء المسيحيين الذين يحرصون على إبقاء مكونهم لاعباً مؤثراً في المعادلة السياسية في البلاد، بعد حركة الهجرة الكبيرة خصوصاً في القرن التاسع عشر وأثناء الحرب الأهلية (1975-1990)، فضلاً عن تراجع عددهم في الداخل.
ويعتمد النظام السياسي في لبنان على توازن دقيق بين المسيحيين والمسلمين الذين يتقاسمون مناصب السلطة ومقاعد البرلمان، وتبدي الأحزاب المسيحية الرئيسية حماسة تجاه مشاركة المغتربين في الانتخابات. وقد تلعب الأصوات المسيحية دورا في ترجيح كفة هذا الطرف المسيحي أو ذاك في بعض الدوائر حيث تحتدم المنافسة.