بعد عرض مسلسل الراية البيضا، تحولت شخصية فضة المعداوي، إلى نجمة الموسم، رغم أن من جسدتها على النقيض تماما مما صنعه أسامة أنور عكاشة في هذا العمل، لكن مصداقية وأداء سناء جميل، أضاف بعدًا أسطوريا لثراء بلا حدود، وصارت جملة "ولا يا حمو التمساحة يلا"، يرددها الجميع.

صخب وضجيج صاحب فضة، لم يتوفر في هدوء ورازنة السفير أبو الغار، الذي جسده جميل راتب باقتدار، لكن المرشح الأول لهذا الدور، وهو الفنان محمود مرسي، شعر من الورق المكتوب أن المعلمة الشعبية ستأخذ المسلسل لمنطقة نجاح جديدة، لذا اعتذر مرسي عن الدور قائلًا: "ده مسلسل سناء جميل".

"الناس تطلب مني أشياء غريبة بصفتي فضة المعداوي".. هكذا تحدثت الفنانة الراحلة سناء جميل عن ردود الأفعال التي لاحقت مسلسل الراية البيضا، الذي قدمته في نهاية الثمانينات، وكان بمثابة إعادة اكتشاف لموهبتها الفنية الكبيرة، وفوجئ الجميع بتجسيدها شخصية المعلمة الشعبية التي طفت على سطح المجتمع بعد الانفتاح، وتدخل في صراع مع عشاق الفنون والثقافة، من أجل الحصول على فيلا السفير أبو الغار.

من أغرب ردود الأفعال العجيبة التي حكت عنها الفنانة سناء جميل، أن فتاة طلبت منها إهداءها الذهب الذي كانت تظهر به في أحداث المسلسل، ورغم أن سناء أخبرتها أن الذهب فالصو، إلا أن البنت لم تصدقها، ومع ذلك تحلت الفنانة بصبر أيوب، وقالت للفتاة: "نفترض إنه ذهب حقيقي، إزاي اهديه ليكِ؟.. ده تمنه أكيد الشيء الفلاني".

وقد كان الرد صادمًا لسناء جميل، التي كانت تتقاضى وقتها مرتبًا قدره 160 جنيهًا فقط من المسرح القومي، قالت لها الفتاة: "وإيه يعني مش حضرتك لبستيه خلاص، يبقى تقدري تشتري مصاغ تاني غيره وأحسن".

هنا فقدت سناء جميل صبرها، وقالت لها: "تبقي مجنونة لما تفكري بالطريقة دي، ثروة المعلمة فضة مش في جيبي"، ومع ذلك الفتاة لم تتوقف عن الإلحاح، فكان الحل الوحيد أن ترفع السماعة أمام هذا الطلب الغريب.

الفنانة سناء جميل، التي ولدت 27 أبريل 1930، من الممثلات اللاتي صنعن مجدهن على خشبة المسرح القومي، واعتمدت على موهبتها في الوصول للمشاهدين.