التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:00 م , بتوقيت القاهرة

بعد زيادة التوتر بين تركيا واليونان.. هل تنشب معركة بين أعضاء الناتو؟

أردوغان ورئيس وزراء اليونان
أردوغان ورئيس وزراء اليونان

يبدو أن الصراعات المتواترة بين تركيا واليونان هي بمثابة أحد التحديات الكبيرة التي تواجه حلف الناتو في المرحلة الراهنة، خاصة وأنها تعكس إلى حد كبير حالة من الانقسام داخل أروقة التحالف الذي يمثل المعسكر الغربي، والذي يبدو على موعد مع صراع جديد مع روسيا، في إطار الخلافات المتفاقمة حول العديد من الملفات والقضايا الدولية وعلى رأسها الملف السوري.

كان رئيس الوزراء اليوناني بن علي يلدريم، أكد أن حرس السواحل التركي أزال علم اليونان من إحدى الجزر القريبة من جزيرة فورنيو، وهو الأمر الذي نفته تماما السلطات اليونانية، والتي أكدت أنه لم يتم رصد أي قوارب تركية بالقرب من السواحل اليونانية خلال الـ48 ساعة الماضية، وهو الأمر الذي يعيد إلى الذاكرة تاريخ من الصراعات القديمة بين البلدين.

تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن التعنت التركي يمثل بمثابة نقطة الاتفاق الوحيدة بين النظام الحاكم والمعارضة في اليونان، وهو الأمر الذي يعكس بوضوح أن هناك إحساس عام لدى اليونان بخطورة النهج التركي تجاههم، خاصة وأن الرأي العام في اليونان يلقي باللوم على النظام التركي فيما يتعلق بمقتل الطيار اليوناني في الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى قيام السلطات التركية بتوقيف ضابطان وحبسهما، وهو ما أثار حالة من الغضب في اليونان.

وتشير المجلة إلى أن النظام الحاكم في تركيا دائما ما يسعى إلى اتباع سياسات استفزازية في منطقة بحر "إيجه"، إلا أن الأمر على ما يبدو تضاعف في ظل وجود أردوغان على رأس السلطة في البلاد، وبالتالي فهناك مخاوف كبيرة بين المتابعين جراء احتمالات تفاقم الأمور لتتحول إلى معركة عسكرية.

وأضافت المجلة الأمريكية أن النظام الحاكم في تركيا يسعى إلى استخدام نفوذه الكبير بين دول الاتحاد الأوروبي في المرحلة الحالية، من أجل تحييد دول أوروبا عن الصراع بين بلاده واليونان، خاصة بعد قبول تركيا للاجئين السوريين، وهو ما يمثل ضمانة لعدم انتقالهم للدول الأوروبية الأخرى.

في حين يبقى حلف الناتو محايدا لا يرغب في الانخراط في الحرب الكلامية بين البلدين، وهو الأمر الذي اتضح بجلاء في البيان الذي أدلى به الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، والذي أكد أن قضية الخلاف التركي اليوناني ليست أولوية بالنسبة للحلف، وبالتالي لم يعد هناك ما يمكن اعتباره دافعا من أجل احتواء السلوك التركي المتهور في التعامل مع اليونان خاصة في منطقة بحر إيجه.