عدوى ترامب.. الهجوم على الإعلام بدعوى نشر "أخبار مزيفة" موضة عالمية
الانتقادات المتزايدة التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على المنابر الإعلامية التي كثيرا ما تنتقده أصبحت بمثابة العدوى التي انتقلت إلى العديد من الدول الأخرى، حيث حرص العديد من قادة الدول الأخرى إلى الطعن في مصداقية الإعلام لديهم، وهو ما فتح الباب في تشويه صورة الإعلام وربما تقويض دوره إلى حد كبير.
يقول الكاتب الأمريكي دانا ميلبانك، في مقال منشور له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرئيس ترامب رفع شعار "الأخبار المزيفة" في تعامله مع كافة الأخبار التي تنتقده أو تنتقد سياساته أو إدارته منذ وصوله إلى سدة السلطة، حيث جعل من حسابه على موقع "تويتر" منصة للرد على كافة الأخبار التي تنتقده، وكذلك لتكذيب الصحف والقنوات الإعلامية الأمريكية، ولعل أبرزها شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
إلا أن هجوم ترامب على الإعلام في الولايات المتحدة ربما تحول إلى عدوى في ظل اتجاه عدد من القيادات حول العالم نحو اتخاذ نفس المنحى تجاه المنابر الإعلامية في بلادهم، في حالة انتقادهم، وهو الأمر الذي من شأنه تقويض مصداقية الإعلام، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في العالم.
ورصد الكاتب الأمريكي نماذج، احتذى فيها عدد من القادة، في دول مختلفة، ومن مناطق مختلفة، نفس النهج الذي تبناها الرئيس ترامب في تعامله مع الإعلام:
إسرائيل
يبدو أن بنيامين نتانياهو قرر أن يتخذ نفس النهج تجاه منابر الإعلام الرئيسية في بلاده، والتي سلطت الضوء على فضيحته الأخيرة، واصفا ما تنشره بـ"الأخبار المزيفة".
كما قال عنها وزير الاتصالات الإسرائيلي "أنهم يجلبون الأخبار المزيفة، بينما يجلبون على أنفسهم عقوبة الإعدام"، وهو التصريح الذي يمثل إشارة صريحة على نية الحكومة الإسرائيلية قمع الإعلام.
الهند
أعلنت وزارة الإعلام الهندية حملة قمع صريحة هذا الشهر ضد عدد من الصحفيين والإعلاميين، حيث وجهت لهم السلطات تهمة نشر "الأخبار المزيفة"، وهو الأمر الذي حاولت به السلطات الهندية تبرير فعلتها، وحرمان العاملين في مجال الإعلام من حصانتهم التي يمنحها لهم القانون.
ميانمار
لم تأخذ حكومة ميانمار منحى بعيدا عن النهج القائم على تشويه الإعلام، حيث وصفت السلطات ما نشر حول حملات القمع والاعتقال التي استهدفت المسلمين، واصفة إياها بـ"الأخبار المزيفة".
سوريا
نفى الرئيس السوري بشار الأسد، ما أثير حول أعداد القتلى في السجون العسكرية، موضحا أن العالم يعيش حاليا في حقبة "الأخبار المزيفة".
فينزويلا
قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن التقارير المنشورة حول نظامه القمعي هي تلك التي ينطبق عليها وصف "الأخبار المزيفة".
الفلبين
الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، والمعروف عنه تنفيذ عقوبة الإعدام خارج إطار القانون، برر عمليات القمع التي مارسها بصدد المنابر الإعلامية في بلاده بأنها تقوم بنشر "أخبار مزيفة".
كمبوديا
استخدم رئيس الوزراء الكمبودي هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية لاتخاذ إجراءات من شأنها حبس عدد من الصحفيين بتهمة نشر "أخبار مزيفة".
إسبانيا
رفض وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس ما أثير حول تورط سلطات بلاده في قمع المتظاهرين في إقليم كاتالونيا، وذلك على خلفية التظاهرات المطالبة بالاستقلال عن الحكومة الإسبانية، واصفا ما نشر في هذا الإطار بـ"الأخبار المزيفة".
ماليزيا
وصف رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق التقارير الإعلامية التي ثارت حول فضيحة الفساد التي يشتبه في تورطه بها بأنها تحمل "أخبار مزيفة".
تركيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شن حملة كبيرة من الاعتقالات بحق مئات الصحفيين، حيث اتهمهم بنشر "أخبار مزيفة" وذلك لتبرير القمع الذي مارسه بحق الإعلام المعارض في تركيا.