نشر أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صفحة باب رسائل القراء في مجلة "تان تان"، والتي كانت تختص بطباعة إبداعات الشباب الجدد، اللافت أن العدد الذي صدر عام 1977، احتوى على اسمي رجلين كان لهما تأثيرًا كبيرًا على جيل الشباب في الثمانينات والتسعينات، الراحل أحمد خالد توفيق، الأشهر في مجال أدب الشباب والخيال العلمي، والكاتب نبيل فاروق، صاحب سلسلة رجل المستحيل.
 

نشر محرر باب بريد القراء، قصيدة "آراء متطرفة" لـ أحمد خالد توفيق، والذي كان يبلغ وقتها 15 عامًا، وأثنى على نظمه للشعر، وصدق كلماته، ويبدو أن العراب أرسل بعض الرسومات أيضًا، لكن المحرر لم يجدها بنفس مستوى الشعر المرسل.
 

في ذات العدد، نشرت إحدى رسومات دكتور نبيل فاروق في مرحلة المراهقة، وكانت عبارة عن فرقة ديسكو شبابية من حقبة السبعينات، يرتدي معظمهم قميص صيفي يحمل حرف الـ"M"، عدا مطرب الفرقة الذي يرتدي قميص وبنطلون يعيد للذاكرة أفلام محمود يس، نجم تلك المرحلة، وأطلق على الفرقة اسم "النجم الأزرق".

الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، تحدث باستفاضة عن تأثير مجلة "تان تان" على جيله، في خاطرة قال فيها: "جاءت تان تان لتعزف بالضبط على النغمة المناسبة لروحي، وأعتقد أن هناك جيلاً كاملاً يدعى (جيل تان تان) .. كانت المجلة فاخرة الطباعة بمقاييس السبعينات، وكانت باهظة الثمن .. عشرة قروش لم تكن زهيدة بينما أغلى مجلة أطفال لا يتجاوز ثمنها ثلاثة قروش .. لهذا خضت معارك دائمة لأبرهن لأهلي على أن التضحية تستحق".
 

توقفت مجلة "تان تان" بعد معاهدة كامب ديفيد، عام 1978، وامتنعت الدول العربية عن استقدام النسخ العربية المترجمة التي كانت تصدر من مؤسسة الأهرام، مما أثر على التوزيع والأرباح، وتوقفت المجلة التي أثرت على جيل كامل في السبعينات، وجد في تلك المجلة البلجيكية – الفرنسية، فكرًا أكثر تناسقًا مع أفكار هذا الجيل التحررية عن مجلة ميكي الأمريكية، وفي هذا الصدد قال أحمد خالد توفيق: "تان تان.. عندما يحتشد أعظم الفنانين الأوروبيين لتقديم الكلمة العليا في فن الشرائط المصورة، وهم يعرفون أنهم يواجهون الوحش الأمريكي الثري القابع عبر المحيط الأطلنطي .. الوحش الذي صنع ميكي، ودنالد داك، والرجل الوطواط، وسوبرمان، والرجل العنكبوت".

أما دكتور نبيل فاروق، كان عاشقًا مخلصًا لتلك المطبوعة قبل أن تترجم للعربية، ويسافر خصيصًا بالقطار من طنطا إلى الإسكندرية؛ ليشتري النسخة الفرنسية للمجلة، وعندما قررت الأهرام ترجمتها للشباب قفز في الهواء مثل رجل المستحيل الذي صنعه قلمه، لشراء العدد الأول، وقال عن تلك المرحلة: "وجدت في تان تان، قصصا جادة، وسيناريوهات قوية، تصلح لأفلام سينمائية من الطراز الأول، يرسمها فنانون يعشقون فنّ القصة المصوّرة، ويتبارون في جعلها في أفضل صورة، من حيث الفنّ، والإخراج، والتكوين، والألوان".