"جمعة الإطارات".. الفلسطينيون يهاجمون معاقل إسرائيل بـ"الدخان الأسود"
مع صباح اليوم الجمعة، خرج آلاف الفلسطنيين إلى عدد من المناطق الحدودية استعدادًا ليوم "جمعة الإطارات"، بعد تغيير اسمه من جمعة الكاوشوك سابقًا، حيث يهدف إلى إشعال آلاف الإطارات المطاطية، في المناطق الحدودية، بعد أن أيقن المتظاهرون الأهمية الكبرى للإطارات المشتعلة، ودورها المزدوج في التشويش على قناصة الاحتلال الإسرائيلي، ومضايقة الجنود بدخانها.
مخطط نقل الإطارات
ولأن نقل هذه الإطارات لن يكون بالأمر الهين، لأن إسرائيل ستعمل جاهدة على منع وصول ناقليها إلى المناطق المحددة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وضع الفلسطينيون مخططًا لنقل آلاف الإطارات المطاطية، لنقاط المواجهة الخمس وسط أمنيات بإيصال عددها إلى 10 آلاف إطار حتى اليوم، عن طريق تجنيد العشرات من عربات الكارو ودراجات "توك توك"، وحتى المركبات لنقل الإطارات لمناطق التماس، ووضعها في الأماكن المخصصة لها تمهيداً لإشعالها في صباح اليوم الجمعة.
وسط هذه الأجواء، تحولت بعض المناطق الفلسطينية إلى نقاط لتجميع الإطارات، التي حصل المتظاهرون عليها من محال إصلاح وبيع إطارات السيارات، فيما شوهدت عشرات الإطارات مكدسة وسط بلدة بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، تمهيداً لنقلها لمخيم العودة شرق المحافظة، ولم يخش أصحاب "التكاتك" المخاطر الكبيرة التي تواجههم جراء وصولهم إلى نقاط متقدمة وقريبة من الحدود، رغم تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قناصة الاحتلال، الذين يعتلون تلالاً رملية يزيد ارتفاعها على 10 أمتار.
الطرق المستخدمة
الطريق الذي تسلكها ناقلات الإطارات، لا بد أن يكون ممهدة وسط هذه المرتفعات، لذلك خصص القائمون على مخيم العودة ونقاط التظاهر والالتحام المقابلة له شرق مدينة جباليا، طريقا ترابيا وسط الحقول الزراعية لمرور عشرات التكاتك التي تطوع أصحابها لجمع "الإطارات المطاطية" وإيصالها إلى الحدود، مع الأخذ في الاعتبار اتجاهات الريح، بحيث لا يتأثر المتظاهرون بغبار الإطارات، ودفع كل كميات الدخان إلى الجهة الأخرى للحدود، كما استخدم متطوعون آخرون إسفنجًا ومواد بلاستيكية أسرع اشتعالًا.
التوقيت المناسب
التوقيت المناسب يعد من عوامل نجاح أى فكرة، لذلك اختار المتظاهرون الساعة الثانية عشرة ظهرًا، بالتزامن مع وقت الذروة وبداية ارتفاع درجة الحرارة، كما يشهد التوقيت تغيير اتجاه حركة الرياح من الاتجاه الشرقي إلى الاتجاه الغربي، الذي يحمل الدخان الأسود إلى مواقع جنود الاحتلال المنتشرة على طول الحدود.
ويتوقع النشطاء أن يصل الدخان إلى التجمعات الاستيطانية التي تتواجد على بعد مئات الأمتار من الحدود ككفر عزة وسعد واشكول وغيرها.