مذبحة بحر البقر عام 1970: شهداء غزة 2018 .. خسة إسرائيلية لا تنتهي
الفعل واحد، والتاريخ يسخر من ضحاياه ويمر، ونحن ضحايا هذا التاريخ، حينما ظننا أن العدو قد تتبدل أخلاقه، لكن العدو يظل عدوا، اليوم إسرائيل ترتكب أفعالها الخسيسة، التي تظن أنها ستمر، لأن العالم مشغول عنها بقضايا أخرى، تظن أننا مشغولون بالكارثة السورية، وتظن أننا مشغولون بالإرهاب في سيناء، وتظن أننا لن نلتفت بينما رصاصها يمزق صدور الفلسطينيين، الذين هبوا للمقاومة، وتغطي وكالات الأنباء مسيرات العودة، فلا تسمي الفلسطينيين بالفلسطينيين، إنما تسميهم "الغزاويون" كأنهم ليسوا فلسطينيين، كأنهم كائنات فضائية هبطت في غزة، وتلقت الرصاص الفلسطيني، كم يبدو الإعلام الغربي محايدا بينما يمر الرصاص الإسرائيلي في الصدور العربية؟ وكم يبدو عجيبا ألا تسحب الدول سفرائها ودبلوماسيها من إسرائيل، من أجل الصدور الفلسطينية التي تتلقى الرصاص، بينما تسحب سفرائها ودبلوماسيها من روسيا من أجل الجاسوس الذي تم تسميمه.
نتذكر الرصاص الإسرائيلي الذي مرق في صدور أطفالنا، ونتذكر القنابل الإسرائيلي التي انهمرت على رؤوس أطفالنا بينما يجلسون على التخت في قرية بحر البقر، بالشرقية، نتذكر لأن الذكرى تحمي القضية، وأعداء القضية يراهنون على الذاكرة، ويراهنون على أننا سننسى أطفالنا الذين دفنوا أسفل أنقاض المدرسة، التي تلقت الضربات والقذائف بلا رحمة من الفانتوم الإسرائيلية، فاختلطت الدماء بالمرايل، واختلطت الدماء بالكراسات، واختلطت الدماء بالكتب.
تراهن إسرائيل على أننا سننسى، وتظن أن المواثيق والعهود بوسعها محو الجرائم، ومن يمح الألم من الصدور، ومن يُصبر قلوب الأمهات الثكالى، اللاتي بكين أطفالهن، بينما تتوزع جثثهم بين التراب والأنقاض، وتتمزق أجسادهم البريئة بفعل قذائف الفانتوم، يقول صلاح جاهين في أيقونته الشهيرة عن المذبحة:
الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهم سـال
فى قصـر الأمم المتــحدة
مسـابقة لرسـوم الأطـفال
ايه رأيك فى البقع الحمـرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفـلة مصرية وسمرا
كانت من أشـطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نـار
راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكته على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس..