في ظل الانقسام حول روسيا.. هل تشهد إدارة ترامب موجة إقالات جديدة؟
يبدو أن النهاية المذلة لوزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق إتش أر ماكماستر، لن تكون الأخيرة من نوعها في إدارته، في ظل عدم قبول الرئيس الأمريكي لأي معارضة داخل أروقة الإدارة الأمريكية في المرحلة الراهنة، وبالتالي فربما يكون تشهد الولايات المتحدة موجة جديدة، وقريبة من الإقالات بين المسئولين البارزين، ربما يكون من بينهم من تم تعيينهم مؤخرًا.
ولعل السبب الرئيسي وراء إقالة تيلرسون وماكماستر، هو معارضتهم للمواقف التي يتبناها الرئيس الأمريكي سواء في سياساته الداخلية أو حتى على مستوى بعض القضايا الدولية والإقليمية، وفي القلب منها الموقف الذي تتبناه إدارة ترامب من طهران، والذي يقوم في الأساس على رفض الاتفاق الذي سبق وأن عقدته القوى الدولية الكبرى مع إيران في يوليو 2015، وذلك برعاية ادارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
المعارضة مستمرة
يبدو أن موجة التغييرات الأخيرة التي شهدتها الإدارة أدت بالفعل إلى توحيد الرؤية داخل إدارة ترامب تجاه النظام الحاكم في إيران، ليصبح التيار المتشدد تجاه المواقف الإيرانية هو المسيطر إلى حد كبير، إلا أن ذلك ربما لا يمنع وجود بعض الأصوات المعارضة لترامب داخل أروقة الإدارة، وربما داخل البيت الأبيض نفسه، ولكن تجاه ملفات أخرى بخلاف الملف الإيراني.
التعامل الأمريكي تجاه روسيا ربما يكون هو أحد أهم القضايا الخلافية داخل أروقة الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن، في ضوء العديد من التقارير الصحفية التي تدور في معظمها حول مطالب كبيرة بين عدد من كبار مسئولي الإدارة بتبني نهجا أكثر حدة تجاه روسيا، خاصة فيما يتعلق بالاتهامات التي تلاحق موسكو بالتورط في محاولة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال، والتي دفعت العديد من الدول الغربية لاتخاذ إجراءات مشددة تجاه نظام بوتين.
النهج الناعم
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت أحد الدول التي قررت طرد دبلوماسيين على إثر الحادث المذكور، إلا أنها ربما للمرة الأولى لم تكن الدولة صاحبة المبادرة، بل توارت في إجراءاتها خلف قيادة أوروبية خالصة، سواء بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، أو حتى بعض الدول الأوروبية الأخرى، وهو ما يعكس تراجعا أمريكيا واضحا في التعامل مع روسيا، على عكس النهج الذي تبناه رؤساء أمريكا السابقون.
بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن عددا من كبار مسئولي إدارة ترامب أعربوا عن رفضهم الكامل للنهج الناعم الذي يتبناه ترامب في التعامل مع روسيا، والتي تتبنى سياسات تحمل تهديدا كبيرا بحق الدول الحلفاء في أوروبا، إلا أن ترامب يرفض مجرد استفزاز نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
سلاح الإقالة
وهنا تبدو بوادر انقسام جديد داخل إدارة ترامب، حول أحد القضايا المحورية، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الرئيس ترامب سوف يستخدم سلاح الإقالة من جديد لتصفية المناوئين لرؤيته في هذا الشأن، على غرار ما ذهب إليه من قبل مع كلا من تيلرسون وماكماستر، بسبب خلافاته معهما حول عدد من الملفات الدولية.
يقول الكاتب الأمريكي جولي سميث، في مقال منشور له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن سلاح الإقالة ربما يمتد إلى المسئولين الجدد، موضحا أن وزير الخارجية مايك بومبيو ربما يحظى بثقة ترامب، لأنه يسير على نفس الخط، فيما يتعلق بالقضية الإيرانية، بينما الأمر من الممكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك إذا ما كانت هناك خلافات حول الموقف من روسيا، وهو الأمر الذي ربما يتضح خلال جلسة الاستماع التي سوف يعقدها الكونجرس للتصديق على تعيين المسئول الأمريكي الجديد.