لوفر أبوظبي والمتحف المصري الكبير..لماذا تأخرت مصر عن إنجاز متحفها؟
في نهاية عام 2017، شهدت الإمارات افتتاح متحف اللوفر أبوظبي بعد عمل فيه استمر لمدة عشر سنوات، طيلة هذه السنوات، كانت دولة الإمارات تؤمن أن الاستثمار في الثقافة أحد أعمدة تقدمها، إذ جاء افتتاح متحف "اللوفر أبوظبي" ليجسد هذه الغاية، فتكللت هذه الجهود بالنجاح، بعدما شارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في افتتاح المتحف، بجزيرة السعديات في إمارة أبوظبي في التاسع من نوفمبر الماضي.
تكلف مشروع متحف لوفر أبوظبي نحو مليار يورو، حيث دفعت الإمارات مبلغ 960 مليون يورو لمتحف اللوفر بباريس على شكل صندوق هبات، توزعت في شكل 400 مليون يورو لاستغلال الجانب الإماراتي لماركة اللوفر لمدة 30 عاما، و190 مليون يورو لاستعارة الأعمال الفنية لمدة 10 سنوات، و165 مليون يورو للمساعدة التقنية على إنشاء مركب يمتد على 24 ألف متر مربع و13 مليون يورو لبرمجة معارض وصالونات لمدة 15 عاما.
كما عهدت الإمارات مهمة هندسة المشروع المعمارية إلى مهندس فرنسي يدعى جون نوفال، حسب تقرير نشرته فرانس 24 عن المشروع.
متحف لوفر أبوظبي
وفي القاهرة افتتحت اليوم الأحد وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم 3 قاعات بدار الكتب، على كورنيش النيل بدار الكتب، تأتي ضمن مشروع طموح لتجديد الدار، وتزويدها بقاعات لذوي الاحتياجات الخاصة، ووسائل سمعية وصوتية للمكفوفين، وكتب مطبوعة بطريقة برايل، يبلغ عددها 21 ألف كتاب.
كما تحتوي هذه القاعات كنوز موسيقية، إذ تم تخصيص بعضها للتراث الموسيقى، وتضم 2000 أسطوانة، بعضها من أواخر القرن التاسع عشر.
وزيرة الثقافة تستمع لشرح أحمد الشوكي رئيس دار الكتب
ولكن بجانب هذه المشروعات المهمة، هناك متاحف مغلقة ولا يبدو في الأفق أي بادرة لإعادة افتتاحها، وتضم هذه المتاحف كنوزا فنية مهمة، ومنها متحف محمد محمود خليل وحرمه، الذي تسببت واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش في غلقه عام 2010.
لوحة زهرة الخشخاش المسروقة من متحف محمد محمود خليل وحرمه
أما المتحف المصري الكبير، فنعلق الأمل على افتتاحه ليحدث طفرة سياحية، ومتحفية في طريقة عرض المتاحف، إذ تم تصميمه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار، ليستوعب 5 ملايين زائر سنويا، وتم وضع حجر أساس المشروع في فبراير عام 2002، أي أنه مر على هذه اللحظة أكثر من 15 عاما.
المتحف المصري الكبير
يقع المتحف على مساحة 117 فدانا، ومن المأمول أن يتم افتتاح المتحف هذا العام، تتحدث بعض التقارير عن مايو، وتتحدث تقارير أخرى عن افتتاح جزئي، وهو ما انتقده وعارضه فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، الذي وصف الافتتاح الجزئي بأنه سيضيع قيمة المشروع.
فيما دافع وزير الآثار خالد العناني عن الافتتاح الجزئي للمتحف، وقال أن ذلك لا يعني فتح قاعة صغيرة، بل سيتم افتتاح جزئ كبير من المتحف مساحته 7 آلاف متر مربع، يتم عرض 5 آلاف قطعة تضم جميع مقتنيات توت غنخ آمون بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الآثار في البهو.
كان المتحف الكبير قد استقبل تمثال رمسيس الضخم، التي نقلته شركة المقاولين العرب، في يناير الماضي، واستغرقت عملية النقل نحو ساعة، وتكلفت عملية النقل 13.6 مليون جنيه.
كان مجلس الوزراء قد خصص 279 مليون جنيه لمشاريع وزارة الآثار، فما الذي يعطل افتتاح المتحف الكبير، ويجعلنا نكتفي بافتتاح جزئي له؟ ألم تكف هذه السنوات للانتهاء من المتحف الكبير..؟
ما الذي يعطل مصر عن إنجاز هذا المشروع الكبير والانتهاء من كل مراحله، وليس مرحلة جزئية؟
طارق توفيق مدير المتحف المصري الكبير
الدكتور طارق توفيق المشرف على المتحف المصري الكبير، كشف في تصريحات تلفزيونية سابقة، أنه يتوقع 10 آلاف زائر يومي للمتحف، ووصفه بأنه سيكون متحف القرن الواحد والعشرين للتقنيات الحديثة والتفاعلية، ووسائل الإضاءة الحديثة، التي تتيح للقطع الأثرية مساحات كافية من العرض المتحفي، وتزويد المتحف بتطبيقات على الهاتف المحمول، وبأساليب حديثة تتيح للسائح زيارة ممتعة ومفيدة علميا.