التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:51 م , بتوقيت القاهرة

من الانتخابات إلى سرطان الأطفال.. وصايا شهداء الواجب ترفرف بـ"الوطنية"

منسي وصديقه
منسي وصديقه
"عرسان الشهادة" تشبيه يعد الأمثل لشهداء الواجب من رجال القوات المسلحة والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم مدافعين عن أرض مصر الغالية، أثناء تأدية خدمتهم العسكرية، هؤلاء الرجال الذين لم يبخلوا للحظة في تقديم أرواحهم فداء أمان شعب كامل، كل منهم ترك وصية لأهله وأصدقائه المُقربين، عكست مدى وطنيتهم الخفية التي لا يعلمها الكثيرون.
 
 
الذهاب لانتخابات الرئاسة
 
كان آخر هذه الرسائل صباح اليوم، بعد أن كشفت رزقة فؤاد، زوجة الشهيد على جلال، الذي استشهد في واقعة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية، أمس، عن وصية زوجها الأخيرة قائلة: "زوجي أوصاني بالذهاب للتصويت في انتخابات الرئاسة قبل وفاته بيومين فقط".
 
وأشارت "رزقة" خلال تشييع الجنازة العسكرية للشهيدين على جلال، وعبدالله محمد، بمسجد القائد إبراهيم، إلى أنها ستذهب لتفيذ وصية زوجها الشهيد غدًا، مع فتح باب الاقتراع.
 
الشهيد على جلال
 
الدفن بجوار صديقه الشهيد
 
وصية شهيد حادث الإسكندرية لم تكن الأولى التي عكست مدى وطنية الشهداء، ففي 25 ديسمبر الماضي ، استشهد النقيب وائل كمال، أحد أبطال الكتيبة 103 صاعقة، وبعد مضي يوم واحد من وفاته، أوضح الرائد رضا منسي، شقيق العقيد أحمد منسي، أن "وائل" كان مصممًا على الخدمة في سيناء حتى أخد حق صديقه أحمد منسي، فكان رد "وائل" الدائم على الراحة: "ارتاح إزاى يعنى لما اروح لأحمد المنسى أقول له أيه، مأخدناش حقك وتركنا سيناء من بعدك".
 
وأوضح شقيق منسي، أن "وائل" أوصى بدفنه بجوار صديقه أحمد منسي، وهو ما تم تنفيذه دون تردد.
 
وائل كمال وأحمد منسى
 
البدلة العسكرية
 
"منسي"، العقيد الذي رفض الاستسلام أو الانسحاب من مواجهة هجوم إرهابي على الكتيبة 103 صاعقة بسيناء، كان القائد الأول الذى نال شهادته في كتيبة الشهداء، فقد سبق استشهاد النقيب وائل كمال بـ 5 أشهر فقط، لكن وصيته عكست مدى وطنية الرجل، حيث أوصى أسرته وأقاربه بأن يدفن ببدلته العسكرية، ليضرب "منسي" أروع مثال للوطنية والفداء.
 
أصدقاء منسى يشيعونه لمثواه الأخير

التبرع لمستشفى 57357

ولأن عمل الخير هو ما يبقى لصاحبه، أوصى الشهيد أحمد حجازي، بتخصيص ثلث تركته لعمل صدقة جارية في مستشفى سرطان الأطفال 57357، قبل استشهاده بثلاث سنوات.

"حجازي" الذي استشهد فى رفح يوم 2 سبتمبر عام 2014، إثر عملية إرهابية غادرة، أوضحت والدته أنه شعر بنهاية عمره عقب تكليفه بالخدمة فى محافظة شمال سيناء، وأكدت أنه أوصى بتخصيص جزء من ماله لعمل صدقة جارية على روحه، وأوصى كل من يعرفه أن يدعو له بالرحمة.

وكتب الشهيد فى وصيته أيضا: "يا أهل بيتي الأعزاء.. لقنونى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربي، وإن كنت فى معركة لا يغسلني أحد، بل لفونى فى ثيابى وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى، وادفنونى فى البلد الذى مت فيه بدون تكلف أو مشقة".

الشهيد أحمد حجازي