لماذا "الصمت" قبل الاقتراع في الانتخابات؟
بدأت فترة الصمت الدعائي الثاني، في الانتخابات الرئاسية، والتي من المقرر أن تستمر اليوم السبت وغدًا الأحد، وفقا للجدول الزمني للعملية الانتخابية، على أن تبدأ فترة الاقتراع بالداخل بداية من الاثنين، وحتى الأربعاء المقبل.
وتحظر فترة الصمت الدعائي أو ما تعرف بـ"الصمت الانتخابي"، كافة أشكال الدعاية على المرشحين في الانتخابات من عقد مؤتمرات أو ندوات أو تعليق الملصقات أو الظهور في وسائل الإعلام، وتمنع المرشحين وأنصارهم، ومختلف وسائل الإعلام السمعية، والبصرية، والإلكترونية، من تناول أي موضوع له طابع دعائي انتخابي.
يقول الدكتور صلاح فوزي، أستاذ القانون الدستوري، وعضو اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، إن الهدف من الصمت الانتخابي هو منح الناخب فرصة للتدبر والتريث، للاختيار والاستقرار على مرشحه، حتى لا يكون خاضعاً لأي تأثير في اللحظات الأخيرة قبل الإدلاء بصوته في الانتخابات.
يضيف في تصريحاته لـ"دوت مصر": لولا الصمت الانتخابي سيظل صدى الحملات الانتخابية في أذن الناخب حتى لحظة إدلاءه بصوته، وهو ما قد يؤثر على اختياره للمرشح، ولذلك اتجهت تشريعات دول العالم أجمع على إقرار وتحديد فترة زمنية تسبق عملية الاقتراع تسمى فترة "الصمت الانتخابي أو الدعائي".
ورغم أن فترة الصمت الانتخابي، تشكل خروجاً عن مبدأ حرية التعبير، إلا أنها استثناء غرضه الموازنة بين الأطراف المتنافسة، وخلق مناخ هادئ يسمح للناخب باتخاذ القرار الصائب، واختياره المرشح الذي يراه الأصلح. وتحرير إرادته من أي تأثير على وجهة نظره في اللحظات الأخيرة.
وتشمل قواعد الصمت الانتخابي، الاقتصار على الدعاية للمرشحين وبرامجهم فقط، ولا يعتبر صمتا إذا تم حث المرشحين بكل الوسائل الإعلامية على المشاركة في الانتخابات، أو توعيتهم وتعريفهم بكل ما يتعلق بالانتخابات، والصوت الباطل، وطريقة التصويت، وأماكن اللجان، وتحفيزهم على النزول والمشاركة، والإدلاء بأصواتهم، وغير ذلك من وسائل التشجيع والتحفيز.
ولوسائل الإعلام دوراً خلال تلك الفترة وهي أن تحيد عن الترويج للمترشحين، والامتناع عن نشر أي مضمون يحمل طابعاً دعائياً، لأي مرشح، ويجب عليها توعية الناخبين من خلال حشدهم للمشاركة في الانتخابات عموماً وليس لمصلحة مترشح معين، وأهمية المشاركة.
يوجد شكل آخر للصمت الانتخابي بدأ قبل ذلك، وهو المتعلق باستطلاعات الرأي العام، حيث يحظر نشر نتائج استطلاعات الرأي العام، قبل 5 أيام من موعد بدء تصويت المصريين في الداخل، والذي بدأ يوم الأربعاء الماضي.
ووضعت الهيئة الوطنية للانتخابات، ضوابط الدعاية الانتخابية، والجدول الزمني، وذلك استنادا للمادة 3 من القانون رقم 198 لسنة 2017، بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات.
ومن المقرر أن تبدأ عملية تصويت المصريين بالداخل في الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين المقبل، وتستمر حتى الأربعاء 28 مارس، وصدق الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، على تخصيص عدد من طائرات النقل العسكرية للعمل كمجهود جوي لنقل أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية، بالأماكن النائية والمنعزلة، لتسهيل مهمة القضاة، وتخفيف العبء عنهم وضمان استلام اللجان في التوقيتات المحددة لها.